قد يكون إجبار المدمن علي العلاج أحد الحلول النهائية التي نصل إليها , وعلينا أن نعي بأن الإدمان على المخدرات هذا الوحش الكاسر والمدمر الذي يهدد الكثير من أبنائنا وفلذات الأكباد من الشباب والمراهقين في مقتبل العمر , وكم من شخص فقد منيته في هذا الطريق المظلم , ويعد من أهم الأسباب الرئيسية في انتشار الكثير من الجرائم والحوادث من السرقة والقتل بالإضافة إلى جرائم الاغتصاب التي قد عمت بها البلوي في المجتمعات العربية .

وفي ظل انتشار العديد من مراكز علاج الإدمان والمصحات العلاجية التي من خلالها يتم علاج الإدمان ومعالجة مدمني المخدرات والتي يلجأ إليها الأشخاص من أجل التعافي ولكن يرفض البعض الآخر فكرة العلاج من الإدمان مع المحاولات العديدة لأجل إقناع المدمن بالعلاج , إلى أن نصل إلى مرحلة إجبار المدمن علي العلاج .

ومن خلال السطور التالية فإننا سوف نتعرف من خلال طيات هذا الموضوع على كيفية إجبار المدمن علي العلاج كأحد الحلول النهائية التي نلجأ إليها من أجل إنقاذ المدمن حيث إنه لا يعي كيفية إخراجه من طريق الظلام إلى عالم النور , فهو بالطبع يرغب في البقاء في طريق الإدمان بسبب حالة النشوة التي تسيطر عليه ,وترك هذا السم الذي سوف يكون سبب في النهايات المؤلمة والفناء بالإضافة إلى التعرف على الطرق المثلي لأجل إقناعه بترك رفقة السوء وكل العوامل والأسباب التي تؤدي إلى وقوعه في طريق الإدمان .

ما هي أسباب تعاطي المخدرات

من أهم المحاور التي سوف نتطرق إليها في موضوعنا حول كيفية إجبار المدمن علي العلاج من الإدمان هو التعرف على أسباب تعاطي المخدرات , والتي تتمثل في ضعف الإيمان بالله مع غياب الواعظ الديني .

إهمال النواحي التربوية وأن يكون ترك الحبل على غاربه وإهمال الرقابة الأسرية من قبل الوالدين بالإضافة إلى وجود رفقة السوء كلها من أكبر عوامل وأسباب تعاطي المخدرات .

المشاكل الاجتماعية مع الظروف والنواحي النفسية مع الحالة الاقتصادية والبطالة التي انتشرت بين قطاع عريض من الشباب خاصة في المجتمع العربي جميعها له دور كبير في وقوع الأشخاص في طريق الإدمان على المخدرات .

قد يكون الفراغ العاطفي وحالة العزلة والانطوائية من قبل الشخص أو ربما الإصابة باضطراب نفسي كلها من أبرز عوامل الوقوع في طريق الإدمان .

تعرف علي: لماذا ينتكس المدمن وكيف تحدث الانتكاسة

كيفية إجبار المدمن علي العلاج من الإدمان

لا شك أن إقناع المدمن بالعلاج من الأمور التي يجب أن نسير عليها في بادئ الأمر , وإقناع المدمن بان الإدمان ما هو إلا مرض نفسي ولا يعد جريمة وإنما هو مرض يمكن أن يتم العلاج منه بصورة طبيعية للغاية كغيره من الأمراض الأخرى وإصابته تكون ناجمة عن بعض المفاهيم السلبية التي قد استحوذت علي عقل المدمن بسبب الفضول وحب الاستطلاع وربما يكون رفقة السوء من أكبر الأسباب التي قد أوقعت الشخص المدمن في طريق الإدمان .

يجب على الأسرة أن تظهر للشخص المدمن كل مظاهر الدعم والحب والعطف والرغبة في مساعدته في الإقلاع عن الإدمان حتى لا يتمادى في طريق التعاطي , خاصة أن بعض الأسر تتستر على الشخص المدمن حفاظاً على أسرته وسمعته من أن يتعرف الأشخاص على الابن المدمن وتلك أحد المفاهيم السلبية القاتلة التي يجب أن تغير حيث إنها تؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج كارثية ووخيمة .

على الأسرة أن تقوم بالعمل في كل الاتجاهات لأجل إقناع المدمن بأنه يجب عليه الإقبال على الحياة التي سوف يكون له بصمة فيها والتي تنتظر منه الكثير علي مستوي الدراسة ليكون شخص له مكانة علمية ونابغة في الكون , أو من خلال العمل إن كان قد أنهى الدراسة , بالإضافة إلى التحفيز الذي يلعب دور كبير ومهم للغاية في حالات التعافي من الإدمان على المخدرات .

وفي حقيقة الأمر تعتبر كلمات الأهل ودورهم في إنقاذ المدمن أولى خطوات علاج الإدمان , كما أن أحد خطوات علاج الإدمان الهامة التي تتمثل في موافقة الشخص المريض على الدخول في مراكز علاج الإدمان من أجل تلقي العلاج بشكل طبيعي بدلاً من أن تتدهور الحالة الصحية للمريض ويتفشى هذا السم القاتل في أرجاء الجسد ومن ثم يصعب السيطرة على درجة الإدمانية العالية التي قد وصل إليها الشخص المدمن .

علينا أن نعي بأن الاستعانة بالأشخاص المقربين من الشخص المدمن من أجل توعيته بضرورة العلاج مثل الرجوع إلى الزوجة أو خطيبته أو شقيقته وكذلك الأصدقاء المقربين فان عليهم أن يلعبوا دور هام في طريق التعافي والعلاج من الإدمان ومساعدة الشخص المدمن في الوصول إلى مراحل التعافي وتقبل فكرة علاج الإدمان من المخدرات قبل السير في طريق إجبار المدمن علي العلاج , وعلينا أن نعي بأن الأمر يتطلب الكثير من المحاولات للوصول إلى النتيجة المطلوبة خاصة أنه لا يمكن معالجة شخص مدمن من أولى المحاولات بل يجب أن يكون هنا العديد من المحاولات من أجل إقناع المدمن بالعلاج من الإدمان .

ومن هنا فيجب علي الأسرة والأهل الصبر علي الحالة في حال رفضه للعلاج من الإدمان أمام خيار واحد فقط وهو إجبار الشخص المريض على الدخول إلى مستشفى علاج الإدمان خاصة أن الشخص المدمن لا يكون على دراية تامة بالمصلحة ويعتقد أن الأهل يرغبون في الخلاص منه ولكن هذا مفهوم خاطئ, لكن عليه أن يتأكد تمام التأكد من أن الأهل يرغبون في مصلحته ويخافون من استمراره في هذا الطريق الوعر وان يقتلع عن تلك العادة التي قد يخسر فيها حياته .

علي الأسرة دور كبير في حماية المدمن من نفسه من خلال منعه من الحصول على المخدرات من خلال منعه عن الحصول على الأموال من أجل ألا يتمادى في الحصول على المخدرات والاستمرار في طريق التعاطي وتزداد حالته سوء , وفي حال التعرف علي أنه يقوم بالحصول على تلك الأموال من أي مصادر أخرى فإن عليهم منعه من الحصول عليها خاصة بان العناد من قبل المدمن يزيد من تفاقم الأسرة ويؤدي إلى مخاطر مبري ولا يكون في صالح الأسرة لأنه يرى أن هذا يقف في مصلحة مزاجه .

لا شك أن التوعية السليمة للشخص المدمن بالحياة والتي سوف يكون فيها في حال الإقلاع عن المخدرات والابتعاد عن طريق التعاطي والدخول في مستشفى علاج الإدمان والتعرض لصور العلاج بشكل صحيح من خلال رسم الخطوط العريضة والتي سوف يكون فيها بعد أن يخرج منها معافى من كل تلك السموم التي قد تأكل جسده بشكل تام في حال الاستمرار في طريق التعاطي والاستمرار في هذا العالم المظلم .

كيفية علاج مدمن المخدرات

علينا أن نسعى في طريق علاج الإدمان بالقوة وإجبار المدمن علي العلاج إن لم تفيد مراحل إقناع المدمن فان الطريق الآخر فسيكون إجبار المدمن علي العلاج من الإدمان وهذا يتطلب الاستعانة بالمراكز والمصحات العلاجية , ويتمثل علاج مدمن المخدرات من خلال ما يلي :-

أولاً العلاج الدوائي :-وهي أولى الطرق التي يتم الاعتماد عليها من قبل الأطباء في علاج الإدمان وإعطاء المدمن الجرعات المناسبة من الأدوية التي تساعد بشكل كبير في إخراج السموم من الجسم بطريقة لا تتسبب في الألم فإن أكثر ما يقلق المدمن في طريق التعافي والعلاج من الإدمان معاناة أعراض انسحاب المخدرات من الجسم .

ولكن في واقع الأمر أدوية علاج الإدمان لها دور كبير في تقليل التوق إلى المخدرات من جهة ومن جهة أخرى منع حدوث أي مضاعفات أو مخاطر في طريق سحب السموم من الجسم , وتتطلب تلك المرحلة العلاجية خضوع المدمن إلى تناول الكثير من المواد الغذائية المفيدة للجسم مثل الفواكه والخضراوات بالإضافة إلى تناول العصائر التي تحوي على فيتامينات للقدرة على تخطي تلك المرحلة بسلام .

مرحلة العلاج السلوكي وهي ثاني طرق العلاج والتي تتم من خلال الوالدين وكذلك الأطباء لأجل معالجة الشخص لأجل التخلص من السلوكيات الإدمانية وتغير سلوكياته التي يتبعها في التعامل مع الأشخاص بالإضافة إلى التنبيه عليه بضرورة التحكم في الانفعالات والظهور أمام الأشخاص بصورة جيدة .

ومن خلال تلك الطريقة يتم العمل على جعل الشخص المدمن يتحكم في ردود الأفعال التي يقوم بها ويتحمل الانتقادات بالإضافة إلى إخراج الطاقة السلبية التي لديه على شكل تعابير وجه بدلاً من أن يظهر الانفعال والاعتماد علي تهشم أي شيء بجواره وإحداث تلفيات في المنزل أو في مستشفى علاج الإدمان التي يتم العلاج من الإدمان بها .

المرحلة الثالثة :- وهي مرحلة العلاج النفسي خاصة في ظل إجبار المدمن علي العلاج , وهي الطريقة الأخيرة في علاج الإدمان من المخدرات وفي تلك الطريقة يتم علاج الشخص المدمن من خلال جلسات العلاج النفسي الفردي والجماعي والعمل على إخراج كل ما هو سيئ في داخل الشخص المدمن والتعرف على الأشخاص الذين يقومون بإيذاء المدمن واتباع أحدث طرق علاج الإدمان التي تتم في المصحات علاج الإدمان والمراكز العلاجية المختصة .

قد يهمك: كيف أعرف المدمن من عيونه

ما هي الأشياء التي لا يجب اتباعها مع الشخص المدمن ؟

هناك العديد من الأشياء التي لا يجب اتباعها في التعامل مع الشخص المدمن حتى لا تزداد الأمور تعقيداً وتزداد المشكلة تفاقماً وتتمثل تلك الأمور فيما يلي :-

1-العنف , فلا يجب علي الأسرة اتباع العنف مع الشخص المدمن وهذا القرار سيكون مكلف للأسرة بشكل كبير فبدلاً من أن نسير في طريق إقناع المدمن بالعلاج من الإدمان والذهاب به إلى مستشفى علاج الإدمان من أجل التعافي فإننا سوف تضطر إلى الهروب خاصة أن العنف لا يولد إلا عنفاً ويتسبب في العديد من القرارات التي تتخذ في وقت العصبية والغضب وأضرارها الوخيمة في طريق التعافي .

2-معاملة المدمن بأنه مجرم وهذا الأمر يحتاج إلى تصحيح المفاهيم , إذ لا يجب بتاتاً أن يصل الشعور إلى الابن المدمن حتى لو تم علاج المدمن بالقوة فلا يجب أن يصل إليه شعور بأنه شخص مجرم ,أو أنه قد قام بعمل يجب أن يعاقب عليه فإن الإدمان مرض نفسي يحتاج إلى العلاج من قبل المصحات العلاجية ودعم الأسرة له دور كبير في هذا الأمر وفكرة إجبار المدمن علي العلاج من الإدمان لا يعني أننا نتعامل مع مجرم بل لأن المدمن قد لا يكون متفهم لحالته والمخاطر والأضرار في ظل الاستمرار في هذا الطريق الوعر .

3-نزع الثقة من المدمن والتقليل منه , فلا يجب على الأسرة أن تقوم بالتقليل من الابن المدمن أو محاولة ضرب الأمثلة له بالنظر إلى الأقارب الذين يعملون ولهم بصمة في المجتمع وغيرها من الأمور التي ربما تزيد من حدة الموقف , وكل هذا يعمل على جعل المدمن لديه رغبة بشكل أكبر في تناول المخدرات والوقوع في فخ وحظيرة الإدمان بصورة أكثر تعقيداً .