الأطفال والمخدرات! لعل كلمة أطفال مدمنين المخدرات قد تكون غريبة لدي قطاع عريض من الأشخاص , لكن علينا ان ندرك بان هذا واقع وإن كان مؤسفاً إلا ان هناك بالفعل العديد من الاطفال قد غرر بهم في طريق الإدمان علي المخدرات , وظاهرة انتشار المخدرات في المدارس من الأمور التي يندي لها جبين كل شخص غيور محب لوطنه أن يقع فلذات الأكباد في طريق التعاطي , ومن هنا سوف يكون لنا كلام عن المخدرات وأعراض ادمان المخدرات عند المراهقين والبحث عن حلول تعاطي المخدرات وكيفية وقاية الأطفال من طريق التعاطي فتعالوا بنا في نتحدث من خلال هذا الطريق الوعر ونسعي من أجل خلق مجتمع خال من الإدمان .

الأطفال والمخدرات يا له من موضوع يبعث علي الأسف الكبير في ظل وقوع الملايين من الأشخاص في طريق الإدمان علي المخدرات في مرحلة الطفولة , فلعلك تعتقد بان إبنك بعيد عن ذلك العالم المظلم فإن صغر سنه وبراءة التفكير تتعارض بالطبع مع دخول الابن في مرحلة الطفولة في طريق الإدمان علي المخدرات وهذا العالم المظلم .

ولكن علي عكس ما هو شائع فإن هناك علاقة ليست بالضعيفة بين الأطفال والمخدرات والتي نتج عنها الإقبال الكبير بين تعاطي المخدرات وبين الوصول إلي مرحلة الإدمان علي المخدرات وهذا راجع إلي العديد من العوامل والمتغيرات والتي قد يكون التعامل الخاطيء سبب في دفعه إلي ذلك , ومن هنا وحتي تنقذه من طريق المخدرات وعالم الظلام فعلينا ان نتعرف علي اسباب وقوع الأطفال في طريق الإدمان وكيفية حماية الأسرة الأطفال من عالم المخدرات وما هي طرق علاج إدمان المخدرات للاطفال .

كيف تدفع الأسرة الأشخاص في وقوع الأشخاص في طريق الإدمان ؟

إحدي الكلمات الشهيرة بين الأسر ” لا أصدق أن ابني مدمن ” ولكنها هي الحقيقة التي ترغب في نسيانها , ففي واقع الأمر فإن أول جملة تقولها أسرة الأطفال المدمنين علي المخدرات بانهم لا يصدقون بأن الطفل يقع في طريق الإدمان علي المخدرات , ومن ثم يدخلون في حالة من الاستنكار والصدمة وعدم التصديق للواقع , ومن ثم التسليم لتلك الحقيقة العصيبة علي كل أسرة حين يقع إبن في طريق الإدمان في مرحلة مبكرة من العمل مما يزيد من تعقيد الأمور .

ولكن ما ينكرونه أكثر وربما لا يعرفونه أبداً أنهم قد يكونوا هم السبب في وقوع الأطفال في طريق الإدمان علي المخدرات للأطفال من خلال تلك التصرفات الغير سوية والغير صحيحة في التعامل مع الإبن المدمن , فتعالوا بنا نتعرف علي ما هي أسباب وقوع الأطفال في طريق الإدمان والتي تتمثل فيما يلي :-

1-العنف الأسري , ففي واقع الأمر العنف الأسري سواء من خلال الأبناء أو بين الزوجين وغياب التفاهم ولغة الحوار واستعمال الأساليب التربوية الغير صحيحة كالضرب التي تؤدي إلي رغبة الأبناء في الهروب من تلك البيئة التي لا تساعد علي الراحة النفسية والهروب إلي عالم الإدمان في ظل سهولة الحصول علي المخدرات من قبل رفقاء السوء ورخص سعر المخدرات .

2-عدم توفير الدعم والثقة , ففي ظل غياب الثقة للأبناء وعدم توفير الدعم والحب يتسبب في زيادة الشعور بحالة من النقص وفقدان الثقة بالنفس والرغبة في إثبات الذات مما يتسبب في تعاطي المخدرات .

3-الإفراط في منح الأموال للأبناء بصورة مبالغ فيها , حيث أننا نعلم بأن توفير الأموال لابنك علي اعلي مستوي مادي ممكن وترغب في تلبية كافة احتياجاته , ولكن علينا أن نعي بان الإسراف في منح الأبناء الأموال في تلك المرحلة العمرية مع غياب الرقابة قد تكون هي السبب الأكبر في وقوع الأطفال في طريق الإدمان علي المخدرات , حيث أن تجار المخدرات ومروجي السموم يتصيدون الاطفال والمراهقين فهم الصيد الأسهل للإيقاع بهم في طريق الظلام .

4-تعاطي الأباء للمخدرات مسوغ وعامل أكبر ودافع من أجل تعاطي الأبناء للمخدرات , فكما يقال إن كان رب البيت للدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص , ومن هنا فغن وقوع الأباء في طريق الإدمان علي المخدرات هو السبب الأكبر في تعاطي الأبناء سموم المخدرات فعلي الوالدين ألا يكونوا سبب في اقتحام الأطفال لهذا الطريق الوعر , فالابن قد يتعامل مع المخدرات بأنها شيء طبيعي من الحياة حيث تقليدك واعتبارك قدوة ومثل أعلي لهم  .

5-غياب الرقابة الأسرية حيث منح أبنائك شيء من الحرية من الأمور المطلوبة , ولكن غياب الدور الأبوي بصورة تامة وعدم وجود الرقابة والعمل علي تقوية السلوكيات الخاطئة ومتابعة المحيط الاجتامعي من قبل الأصدقاء والأماكن التي يترددون عليها يتسبب في سهولة الانزلاق في دائرة التعاطي والوقوع في طريق الإدمان علي المخدرات  .

ما هي أعراض تعاطي الأطفال للمخدرات ؟

في حال إن كان إبنك قد أصبح متعاطي للمخدرات من مختلف الأنواع فإنه بالتأكيد في تلك الحالة سوف تظهر عليه أعراض مختلفة , يمكن من خلالها اكتشاف هل هو متعاطي أم لا , وتبدأ حينها في علاجه في وقت مبكر قبل ان تدهور الحالة , ومن هنا علينا ان نتعرف علي علامات وأعراض إدمان المخدرات عند الأبناء , والتي تتمثل فيما يلي :-

1-اضطرابات في النوم , ففي بداية طريق تعاطي المخدرات سنجد أن الطفل يعاني في خلل في النوم وقلة عدد ساعات النوم مع حالة من الأرق المستمر في فترات كثيرة , كما أ أنه في بعض الأيام يكون نائماً لفترات طويلة .

2-الحالة النفسية الغير مستقرة , ففي حال تعاطي الطفل للمخدرات فإنك سوف تلاحظ أن الحالة النفسية غير مستقرة وانه سوف يعاني من حالة من الإكتئاب الحاد , كما سيعاني من حالة من الاكتئاب الحاد بالاضافة إلي تغيرات في الحالة المزاجية حيث سنجد اوقات يضحك وأوقات حزين وفي حالة من البكاء الشديد بغير سبب وهي من أعراض ادمان المخدرات عند الأطفال .

3-الانطوائية والعزلة الشديدة , ففي حال بدء الطفل في تعاطي المخدرات فسوف نلاحظ عليه الانعزال التام عن كل من حوله , ويكون الطفل في حالة من الانطوائية الغير معتادة مما يشير إلي وجود شيء خاطيء في حياته , ومن هنا نجده يهرب دوماً من المشاكل ومن المواجهات .

4-المشاكل الصحية , ففي حال تعاطي الطفل المخدرات فسيكون هناك العديد من الأعراض الجسدية التي تتمثل في فقدان الوزن بصورة ملحوظة مع احمرار في العين بشكل دائم , وفي كثير من الأوقات يشعر طيلة الوقت بحالة من الدوار والدوخة .

5-طلب الأموال بصورة مبالغ فيها , ففي حال طلب الطفل الأموال علي غير العادة وبشكل مستمر تحت مسمي الطعام او من أجل الدراسة او غيرها من الأسباب بصورة غير معتادة فإن هذا من المؤشرات القوية علي وقوع الإبن في حظيرة الإدمان علي المخدرات فعلينا ان ندرك ونعي إلي أين تسير بنا الأمور .

6-تغير في محيط الأصدقاء , ففي واقع الأمر نوعية الأصدقاء في محيط الأبناء من  أكبر العوامل والمؤشرات التي تشير إلي مدي صلاحه أو علي العكس تماماً ومن هنا سوف تلاحظ تغير في محيط الأصدقاء , ووجود رفقة لدي الابن في تلك المرحلة العمرية من أكبر المؤشرات التي تدل علي انه يشاركهم في تعاطي المخدرات .

7- المؤشر السابع والعلامة البارزة التي تشير إلي تعاطي الأطفال المخدرات هو تراجع مستوي الدراسة لدي الابن وغيابه المستمر عن المدرسة وعدم القدرة علي التركيز في الدروس بسب الانشغال في الحصول علي المخدرات .

8-إهمال المظهر والهندام , فسوف تلاحظ الأسرة علي الابن في تلك المرحلة التي يتعاطي فيها المخدرات أنه يهمل بشكل كبير في الملبس ومع ظهور العديد من العلامات علي الوجه وارئحة النفس الكريهة ووجود الكدمات الزرقاء في الذراع وعدم الاهتمام بالنظافة العامة مثل السنوات السابقة قبل تعاطي المخدرات .

موضوعات ذات صلة

علاج إدمان الأطفال

أضرار المخدرات على المجتمع

تجربتي مع إدمان الكوكايين

كيفية حماية الأطفال من المخدرات ؟

في إطار الحديث عن الأطفال والمخدرات فهناك العديد من العوامل الوقائية من المخدرات والتي تقع في المقام الأول علي عاتق الأسرة , ومنها ما يقع علي عاتق المدرسة والمدرسيين ودروهم في حماية الأطفال من الوقوع في طريق الإدمان علي المخدرات من اجل السيطرة علي تلك الأزمة المجتمعية ووقوع قطاع عريض من الأبناء في هذا الطريق الوعر والعالم المظلم فعلينا أن نسعي في طريق إنقاذ فلذات الأكباد من عالم المخدرات , وتتمثل طرق حماية الأطفال من المخدرات فيما يلي : –

1-توعية الطلبة في المدارس حول مخاطر وأضرار التدخين في باديء الأمر , وتدرج الأمور معهم إلي مخاطر الإدمان علي المخدرات وأضرار تلك السموم علي الصحة فضلاً عن أضرار الإدمان علي المخدرات علي الناحية الإسلامية ,حيث حرمة تعاطي المخدرات وعلي المدرسة دور كبير في حماية الأطفال من طريق الإدمان , مع العلم بالدرجة التي قد وصل إليها الطفل في طريق الإدمان والسعي في طريق العلاج من الإدمان  .

2-وعي الآباء والأمهات حيث يجب علي الأباء والأمهات أن يكونوا علي دراية عالية ووعي تام بالمخاطر والأضرار التي يتسبب فيها الإدمان علي المخدرات وما يشكله تعاطي تلك السموم , وإخبار الأبناء بها حتي يتولد لديهم حاجز نفسي بينهم وبين المخدر .

3-وضع الإجراءات الوقائية الحاسمة من قبل الدولة من أجل الحد من انتشار المخدرات وأن يتم إدراج مشكلة تعاطي المخدرات لدي الأطفال ضمن الوسائل الإعلامية لكي يتم توعية المواطنين من مخاطر هذا الطريق الوعر وحماية الأبناء من هذا العالم الوعر .

4-الوسائل الدراسية , حيث يجب أن تحتوي في تلك المقررات الدراسية جزء يتم فيه التحدث عن أخطار تناول المخدرات المختلفة علي الإنسان , كما يجب أن تشمل المقررات الدراسية في جميع السنوات الدراسية الحديث عن المخدرات التي قد باتت جزء من مجتمعاتنا ومن كيان المجتمع وللاسف , وفي حقيقة الأمر تفشت العديد من أنواع المخدرات ولم يعد الأمر غريباً عن الشعب , ومن هنا علينا وضع خطة ممنهجة من أجل العمل علي الحفاظ علي أبنائنا من الوقوع في طريق الإدمان والعمل علي إنقاذهم من طريق الظلام والعمل علي خلق مجتمع خالي من الإدمان  .

كيفية علاج إدمان الأطفال من الإدمان  ؟

يتم علاج إدمان المخدرات من خلال إلحاق الشخص المدمن باحد مراكز علاج الإدمان والمصحات العلاحية المختصة , ويتم علاج المدمن من خلال المراحل العلاجية التالية : –

اولاً :-مرحلة علاج أعراض الانسحاب بدون ألم وفي تلك المرحلة الأولي من مراحل علاج إدمان المخدرات والتي يخشي العديد من الأشخاص من التعرض لها والمعاناة التي يعيشون فيها , ويتم علاج أعراض انسحاب المخدرات من خلال برنامج دوائي تمر بسهولة كبيرة وبدون ألم مع أقوي أدوية علاج الإدمان .

ثانياً :-العلاج النفسي والتأهيل السلوكي ففي ثاني خطوات علاج الطف المدمن يتم العمل علي تأهيل الشخص المريض من الناحية النفسية وعلاج الأسباب التي قد دفعت الإدمان , بجانب إلي تغير طريقة تفكيره وسلوكياته العامة وتحريره من سيطرة المخدر عليه , والعمل علي إعادة الثقة إليه مرة أخري .

ثالثاً :-إحاطة الشخص المدمن بالمجتمع العلاجي الداعم ,حيث سوف يتم احاطة الشخص المريض بالمجتمع العللاجي الذي يمنحه الدعم والمساندة ويحيطه بالمشاعر من الحب مما يشجعه علي الاستمرار في العلاج من الإدمان ومنعه من التعرض إلي أي من العوامل التي تكون سبب في وقوعه في طريق الإدمان علي المخدرات مرة أخري سواء من رفقة السوء أو من خلال الأماكن التي قد تتسبب في وقوعه في طريق الإدمان .

رابعاً :-تدريب الطفل علي مقاومة الأفكار السلبية القهرية والتي تدفعه إلي تعاطي المخدر وتعلم كيفية السيطرة عليها والهاء العقل عن التفكير فيها .

5-منع انتكاسة الإدمان , ففي أخر مرحلة من العلاج يتم تدريب الشخص المريض علي التعايش بدون تعاطي , وتدريبه علي المهارات اللازمة من أجل مواجهة السيل الجارف من الأفكار الوهيمة ,مع منح الأشخاص الدورات الللازمة من أجل العمل علي إعادته إلي ممارسة حياته بشكل طبيعي بعيداً عن طريق الإدمان .