هل توجد علاقة بين تناول مادة الحشيش والجنس، حيث لا يكمن تأثير المواد المخدرة على العلاقات الاجتماعية أو الحميمية في حياة الإنسان فقط، بل كونها مصيدة وفخاً لمصيبة الإدمان والسلوكيات الإدمانية واللجوء إلى المخدرات من أجل الحصول على إحساس السعادة والنشوة التي تسببها، وكذلك تأثيرها على المخ وتغيير إفراز الهرمونات بصورتها الطبيعية إلى صورة أكثر تدميراً على الجهاز العصبي والعقل فضلاً عن الاضطرابات النفسية والتغيرات الجسمانية العديدة، حيث تعمل المواد المخدرة على كافة أجهزة الجسم وتصيبه بالعديد من الأمراض المدمرة الخطيرة.

وبالحديث عن التغيرات السلوكية التي تصيب الشخص المدمن في حياته الاجتماعية وعلاقاته بعد إدمانها، نجد أن العلاقة الجنسية أكثر تأثراً، وعلى الرغم من النشوة التي يمكن أن تسببها المخدرات بشكل مؤقت داخل العلاقة، إلا أنها حتماً تؤثر عليها فيما بعد، لذلك سنتناول في هذا المقال العلاقة بين كل من الحشيش والجنس في حياة الإنسان.

العلاقة بين الحشيش والجنس

كيف من الممكن أن يؤثر تناول الحشيش على العلاقة الجنسية، هل كونه من المواد المخدرة التي تسبب النشوة واللذة ولكن هل يترك نفس التأثير على العملية الجنسية، حيث وجدت العديد من الدراسات والأبحاث أضرار الحشيش على الجنس والبعض الآخر وجد عدد من المنافع أيضاً، ولكن كعادة المواد المخدرة أضرارها أكثر من منافعها، حيث أن المنافع لا تكمن إلا في الحالات الطبية الطارئة فقط، ولكن من المعروف أن المدمن يُساء استخدامها حتى يصل إلى مرحلة الإدمان وزيادة الجرعات من أجل مضاعفة الشعور بالنشوة واللذة.

وفي حالة القيام بممارسة الجنس عند تناول الحشيش يجعل الشخص في حالة من النشوة بشكل لاواعي وأنه مكتفي بالعلاقة الجنسية دون معرفة مدى حصول الشريك الآخر على نفس المتعة والنشوة، غير إن الحشيش والجنس يؤثر على عملية القذف والانتصاب لدى الرجال وكذلك اختلال توازن الهرمونات الجنسية عند النساء. 

الحشيش والجنس

تأثير الحشيش والجنس لدى الرجال

كعادة المواد المخدرة أنها تسبب العديد من التغييرات على جسم الإنسان وسلوكياته، وخاصةً العملية الجنسية لدى الرجال، فيعتقد بعض المدمنين أن الحشيش له مفعول جنسي قوي وأنه يسبب القيام بأداء جنسي أفضل وزيادة الرغبة الجنسية، ولكن وجدت كثير من الدراسات تأثيره على عملية الانتصاب وسرعة القذف، مما قد يسبب العديد من المشاكل الأخرى مع شريك الحياة وتأثيره على الأداء الجنسي فيما بعد، وإليك أبرز تأثير الحشيش والجنس عند الرجال:

  • يعمل الحشيش على زيادة الانتصاب، حيث يسبب زيادة وصول الدم إلى القضيب، ونتيجة لاحتواء الحشيش على مواد مثبطة جنسية تؤثر على الأعضاء التناسلية والانتصاب فيما بعد، وخاصةً عن تناول جرعات كبيرة والوصول إلى إدمانه. 
  • يسبب الحشيش تأخيراً في عملية القذف، وذلك وفقاً للدراسات أنه يساعد الرجال على طول مدة العلاقة الجنسية لذلك يلجأ إلى تناوله ممن يعانون من سرعة القذف، وذلك لما يفعله الحشيش في عدم إدراك الزمن واللحظة التي تعايشها المدمن داخل العلاقة.
  • يسبب الحشيش العديد من اضطرابات القذف والنشوة وذلك عند استخدامه لفترات طويلة، حيث يصل المدمن إلى حد من المتعة والنشوة يرغب المدمن في زيادتها كل مرة مما يؤدي إلى عدم رضاه فيما بعد عن العلاقة الجنسية.
  • أفادت بعض الدراسات تأثير الحشيش والجنس على قلة تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال وكذلك السائل المنوي عند الاستمرار بتناول الحشيش مرة واحدة أسبوعياً على الأقل وأيضاً مع زيادة الجرعات.

العلاقة بين الحشيش والجنس لدى النساء

يؤثر تناول الحشيش على المرأة من الناحية الجنسية، حيث من الممكن أن يسبب لها العديد من الاضطرابات في إفراز مستوى الهرمونات وبالتالي حدوث خلل في مواعيد الدورة الشهرية، وكذلك ضعف عملية التبويض من الممكن أن يسبب العقم أيضاً بالإضافة إلى خطر الولادة المبكر والتشوهات الجنينية عند الولادة، وبالنسبة للسلوكيات الجنسبة يسبب الحشيش تأثيراً على النساء أيضاً عند الإقبال على تناوله من قبلهن وخاصةً من الناحية الجنسية، وإليك أبرز العلاقة بين تناول مادة الحشيش وما تسببه على العلاقة الجنسية عند النساء:

  • وجدت عدد من الدراسات أن النساء اللواتي يتناولن الحشيش قبل ممارسة العلاقة الجنسية حصولهم على هزات من الجماع أكثر من النساء الأخريات.
  • من الممكن أن يسبب تناول الحشيش شعوراً بألم أقل داخل العلاقة الجنسية، وذلك لأنه يقلل من التوتر والضغط قبل بدء العلاقة وخاصةً لدى النساء اللواتي يعانين من آلام الجماع المزمنة.
  • تتعرض المرأة التي تتناول الحشيش إلى وهم النشوة الجنسية، وذلك نتيجة لقلة الإدراك والوعي الذي يسببه المادة المخدرة وعدم إدراك المدة الزمنية واللحظة الحالية.

الحشيش والجنس

تأثير الحشيش على العلاقة الجنسية 

يلجأ المدمن إلى الحشيش كمادة مخدرة للحصول على النشوة والمتعة، لذلك لا شك أنه سوف يلجأ إلى تناوله عند ممارسة العلاقة الجنسية من أجل مضاعفة الإحساس واعتقادهم بتحسين قدرتهم على الأداء الجنسي المميز، وعلى الرغم من وجود بعض الآثار الإيجابية التي يسببها تناول الحشيش أثناء العلاقة الجنسية فلا شك في آثاره السلبية أيضاً، وإليك بعض من العلاقة بين الحشيش والجنس لدى كل من الزوجين:

  • يساعد تناول الحشيش على تقليل القلق والتوتر، مما يساعد على تحسين العلاقة الجنسية لدى الزوجين مع زيادة المتعة والنشوة ولكن يسبب أيضاً تشوه المعرفة الإدراكية بلحظات ممارسة العلاقة. 
  • يلجأ كل من الرجل والمرأة ممن يتعاطون الحشيش إلى ممارسة الجنس أكثر من مرة وذلك للاعتماد عليه كمنشط جنسي قوي ولكن على المدى البعيد من الممكن أن يسبب إجهاداً وضعفاً للقدر الجنسية بعد ذلك. 
  • عادةً ما يدفع تناول الحشيش إلى القيام بسلوكيات جنسية مضطربة وغير صحية، وذلك لأنه يجعل المدمن في حالة عدم وعي وإدراك مما قد يدفع إلى العنف الجنسي أثناء العلاقة وغيرها من الرغبات الجنسية المعنفة والمؤلمة. 
  • أن يكون أحد الطرفين مدمن والآخر لا يتعاطى الحشيش مما يجعله لا يستطيع مجاراته في العلاقة الجنسية وعدم القدرة على تلبية طلبات الشخص مدمن الحشيش وقد يجعله أيضاً يقع في ممارسات جنسية لا يفضلها. 
  • يعمل الحشيش على زيادة الهلاوس البصرية مما قد يزيد من التخيلات الجنسية لدى المدمنين، ولكن قد يوقع أحد المدمنين من الشريكين بتخيل شريك آخر داخل العلاقة الجنسية. 
  • مع الاعتياد على تناول الحشيش قبل ممارسة العلاقة الجنسية، يجعل ذلك من الصعب الدخول في علاقة حميمية طبيعية دون اللجوء إلى تعاطي الحشيش لارتباطه بزيادة النشوة الجنسية. 
  • على المدى البعيد يسبب الحشيش العجز الجنسي وذلك بسبب إجهاد الأعضاء الجنسية التناسلية وضعف العضلات والأنسجة بفعل المواد التي يحتوي عليها الحشيش. 
  • يؤثر الحشيش على الصحة الإنجابية لدى كل من الرجال والنساء مع حدوث الكثير من المشاكل الاضطرابات عند الرغبة في الحمل والولادة من الإصابة بالعقم والتشوهات. 

وخلاصة حديثنا عن الحشيش والجنس

يلجأ المدمنين إلى تناول المواد المخدرة من أجل الحصول على النشوة التي تسببها هذه المواد، ومن المعروف مدى تأثير هذه المواد على سلوكيات الإنسان ومن بينها السلوكيات الجنسية وخاصة عند ممارسة الجنس، حيث توجد علاقة وثيقة بين تناول مادة الحشيش والجنس لدى كل من الرجال والنساء حيث تؤثر على عملية الانتصاب والقذف عند الرجال ومن الممكن أن يؤدي تناوله على المدى البعيد إلى العجز الجنسي وعدم حدوث الإشباع الكامل وعدم الاعتياد على العلاقة بشكل طبيعي مما يؤدي بوصول الشخص إلى الإدمان ومضاعفة الجرعات للحصول على النشوة المطلوبة.

المصادر

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث