هل شاهدت فيلم بئر الحرمان للفنانة الجميلة سعاد حسني، من منا لم يشاهده، فهو من أفضل الأفلام التي وضحت أعراض الفصام وهو الانفصال عن الواقع.

يُعد اميبريد من أهم أدوية الفصام، إذ يحتوي على مادة الاميسلوبريد التي تنتمي لمجموعة البنزاميد (Benzamide) من الجيل الثاني.

ويُطلق عليها أيضاً مضادات الذهان (neuroleptic)، إذ يعالج مرض الفصام، وثنائي القطب، والهلاوس.

بالإضافة إلى علاج القيء ما بعد العمليات الجراحية، لذلك كتبت هذا المقال أحكي تجربتي مع اميبريد، وكيفية استخدامه، وهل يسبب الإدمان أم لا.

ماذا حدث في تجربتي مع اميبريد

عند استخدام دواء اميبريد بحثت عن دواعي الاستعمال بالتفصيل:

  • يستخدم لعلاج الانفصام الذي يسبب الهلاوس السمعية والبصرية، والشعور بالشك، وأن كل من حولك يستطيع قراءة أفكارك.
  • يستخدم للمرضى الذين سبب لهم استخدام أدوية الفصام من الجيل القديم مثل الرعشة وحركات الجسم العشوائية.
  • يعالج القيء ما بعد العمليات الجراحية.

كيف يعمل اميبريد

يعمل اميبريد من خلال تغيير تأثير المواد الكيميائية في المخ مثل الدوبامين، والسيروتونين، والنورادرينالين، والاستيل كولين.

هذه المواد مسؤولة عن التغيرات المزاجية، والعاطفية، والسلوكية، وبتعديل تأثيرهم يمنع أعراض الانفصام مثل الهلاوس، والأوهام.

بالإضافة إلى علاج القيء ما بعد العمليات الجراحية من خلال تعطيل عمل هرمون الدوبامين في منطقة حث المستقبل الكيميائي المسؤولة عن مركز القيء في المخ.

تجربتي مع اميبريد

كيف يستخدم اميبريد

يُستخدم اميبريد حسب الجرعة التي يحددها الطبيب، كما يمكنك قراءة النشرة الموجودة في علبة الدواء أو الرجوع إلى الطبيب في حالة وجود أي مشكلة تتعلق بالجرعة أو مدة الاستخدام. 

الجرعات التي وصفها الطبيب خلال تجربتي مع اميبريد 

الجرعة المعتادة من اميبريد من 400-800 مجم يومياً، لكن يحتاج البعض إلى تقليل الجرعة إلى 50-300 مجم يومياً.

أقصى جرعة يومية من الدواء تصل إلى 1200 مجم، الجرعة مرتين يومياً قبل الأكل.

يتخلص الجسم من الاميبريد من خلال الكلى، لذلك يجب استخدامه بحذر مع البالغين تجنباً لحدوث فشل كلوي أو انخفاض ضغط الدم.

يجب تقليل الجرعة للنصف في حالة الفشل الكلوي، خاصةً إذا كانت تصفية الكرياتينين (creatinine clearance)  30-60 مل في الدقيقة.

وتقل الجرعة للثلث إذا كانت تصفية الكرياتينين 10-30 مل في الدقيقة، أما إذا كان أقل من 10 مل في الدقيقة، فإن المريض يحتاج إلى رعاية خاصة.

الآثار الجانبية التي حذرني منها الطبيب خلال تجربتي مع اميبريد

قد تشعر ببعض الآثار الجانبية التي قد تختفي بعد عدة أسابيع، وهي:

  • الأرق.
  • الرعشة والحركات العشوائية.
  • زيادة معدل هرمون البرولاكتين.
  • الإمساك، والدوار.
  • زيادة الوزن.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • زيادة الكوليسترول.

تجربتي مع اميبريد

متى يبدأ مفعول دواء اميبريد 

متى يبدأ مفعول دواء اميبريد، إذ لا يبدأ مفعوله في الحال بل يحتاج إلى عدة أيام أو أسابيع حتى تقل الأعراض.

في البداية تشعر بالهدوء والاسترخاء، وتتحسن الأعراض في خلال أسبوع إلى أسبوعين.

ماذا يحدث إذا توقفت فجأة عن استخدام اميبريد

إذا توقفت فجأة عن تناول اميبريد تعود الأعراض للظهور مرة أخرى بعد 3-6 شهور من التوقف عن استخدام الدواء، إذ يحتاج بعض المرضى إلى استخدام اميبريد لسنوات حسب الحالة المرضية.

ما العلاقة بين تجربتي مع اميبريد والوسواس القهري

أُجريت إحدى الدراسات الحديثة على عشرة من مرضى الوسواس القهري، إذ استخدم المرضى اميبريد لمدة 6 أسابيع بجرعة 200 مجم يومياً.

أظهرت النتائج عن تحسن أعراض الوسواس القهري لسبعة من المرضى فقط بعد 6 أسابيع من العلاج، بينما الثلاثة الآخرون لم يظهر عليهم أى تحسن.

وإذا عرضنا النتائج حسب مقياس يل براون للوسواس القهري نجد انخفاض النسبة من 25.3 إلى 12.2 في الأسبوع السادس، لذلك يوصي الطبيب باستخدام اميبريد في علاج الوسواس القهري.

العلاقة بين اميبريد وزيادة الوزن

ذكرنا سابقاً تأثير تجربتي مع اميبريد على زيادة الوزن، وذلك لأنه يسبب الشعور بالجوع، وعلى الرغم من ذلك يُعد الأقل خطورة في زيادة الوزن.

لذلك درس العلماء إحدى الحالات لمعرفة العلاقة بين اميبريد وزيادة الوزن التي أظهرت زيادة في الوزن بعد علاج اميبريد في المراحل الأولى، إذ زادت 12.9 كجم في أول شهرين من العلاج.

وبعد 6 شهور أصبحت الزيادة 17.3 كجم من بداية العلاج، على الرغم من المعدل الطبيعي لمستوى الأنسولين والجلوكوز، واختبار تحمل الجلوكوز في المعدل الطبيعي.

العلاقة بين تجربتي مع اميبريد وضربات القلب

ارتبط استخدام اميبريد بالإصابة ببطء في ضربات القلب، على الرغم من ندرة حدوثها وغير معروف السبب حتى الآن. أُصيب مريض يبلغ من العمر 45 عاماً ببطء في ضربات القلب عند استخدام اميبريد بجرعة 400-800 مجم، واختفى عند التوقف عن استخدام الدواء.

بالإضافة إلى استقرار الحالة المرضية دون الإصابة بضعف في ضربات القلب بعد استبدال اميبريد برسبيردون بجرعة 3 مجم يومياً.

لذلك يزداد خطر الإصابة بالأمراض القلبية مثل عدم انتظام ضربات القلب، والأزمة القلبية، والموت المفاجئ بالسكتة القلبية عند استخدام اميبريد.

العلاقة بين اميبريد والنوم

قد يسبب اميبريد الشعور بالنوم، والدوار، وقلة الانتباه، وتشوش الرؤية، لذلك لا يُنصح بقيادة السيارة بعد تناول اميبريد.

نصحنى الطبيب بالابتعاد عن تناول الكحوليات خلال تجربتي مع اميبريد، لتجنب حدوث دوار شديد قد يسبب حوادث، بل قد تزداد أعراض الانفصام سوءاً.

ما العلاقة بين اميبريد والادمان

من أكثر الأسئلة التي دارت في ذهني أثناء تجربتي مع اميبريد علاقته بالإدمان؟، إذ يسبب أعراض انسحابية حادة إذا توقفت فجأة عن تناول اميبريد خاصةً في حالة الجرعات الكبيرة مثل القيء، والغثيان والأرق، وعودة أعراض الفصام.

كما يسبب اضطرابات الحركة اللاإرادية مثل تعذر الجلوس (akathisia)، وخلل التوتر العضلي (dystonia)، وخلل الحركة (dyskinesia).

لذلك لابد من التوقف عن استخدامه تدريجياً تحت إشراف الطبيب المعالج.

أظهر اميبريد نتائج رائعة في علاج مرضى السلوك الإدماني (addictive behaviour patients) الذين يعانون من أعراض الذهان.

أُجريت إحدى الدراسات الحديثة على 97 مدمن يعانون من أعراض الانفصام من خلال البدء بجرعة 100-300 مجم زادت تدريجياً، واستمرت التجربة لمدة 9 شهور.

أثمرت النتائج عن تحسن الأعراض النفسية والاجتماعية لدى 63 مريض، إذ قلت الرغبة الملحة في البحث عن المادة المسببة للإدمان، مما يدل على فعالية اميبريد في علاج الإدمان.

هل اميبريد آمن

إذا كنت تتساءل هل اميبريد آمن، فإنه آمن تماماً للاستخدام حسب الجرعة المحددة التي يوصي بها الطبيب، لكن يوجد بعض الحالات التي لا يناسبها استخدام اميبريد، وهي:

  • مريض الصرع، شلل الرعاش، فشل كلوي، ورم صبغي (phaeochromocytoma).
  • استخدام مضادات الهيستامين.
  • الحامل لعبوره المشيمة، مسبباً التسمم وأعراض الانسحاب للجنين.
  • المرضعة لوجوده في لبن الأم بنسبة أكبر من 10٪.
  • الابتعاد عن استخدامه في حالة انخفاض معدل المغنيسيوم أو البوتاسيوم.
  • السكتة القلبية، والسكتة الدماغية.
  • نقص كرات الدم البيضاء، ونقص الخلايا المتعادلة (neutropenia).
  • الأطفال في سن البلوغ وحتى 18 عاماً.
  • متلازمة مضادات الذهان الخبيثة (Neuroleptic Malignant Syndrome).
  • مريض السكري، إذ يسبب ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم.
  • سرطان الثدي، ورم الغدة النخامية الحميدة، لزيادة هرمون البرولاكتين.
  • التسمم الكبدي، إذ يسبب زيادة إنزيمات الكبد خاصةً ناقلة الأمينات (transaminases).
  • حساسية اللاكتوز خاصةً إذا كانت وراثية (galactose intolerance)، لاحتوائه على أحادي هيدرات اللاكتوز (lactose monohydrate).

 

ختاماً، إذا قرأت تجربتي مع اميبريد فذلك لا يُعد كافياً لاستخدام اميبريد دون استشارة الطبيب المختص لتجنب التداخل الدوائي والآثار الجانبية للدواء.

المصادر