علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عبر مركز ميديكال للطب النفسي أحد أهم المراكز الطبية لعلاج الاضطرابات النفسية، ويعرف الشخص المعادي للمجتمع هو شخص يعاني من اضطراب عقلي ينجم عنه بعض السلوكيات أو ردود الفعل الغير متزنة، حيث أن الشخصية المعادية تميل بشكل كبير إلى ارتكاب أفعال غير قانونية مثل السرقة والاحتيال للحصول على المال، وكذلك ترى أن الكذب من أجل تحقيق المنافع الشخصية أمر طبيعي، ولذلك الزج في السجن تكون نهاية محتملة لهؤلاء الأشخاص، وبالرغم من أن التعامل مع اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يتم بشكل خاطئ في مجتمعاتنا العربية إلا أنه يعتبر من الاضطرابات النفسية التي يمكن علاجها بطرق مختلفة مثل تناول الأدوية أو الخضوع للتأهيل النفسي، ومن بعدها يصبح الشخص قادر على الانخراط في المجتمع بصورة طبيعية .

ما هي الشخصية المعادية للمجتمع ؟

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع Anti-social personality صنف من قبل علماء الطب النفسي بأنه أحد الاضطراب العقلية التي تصيب الإنسان نتيجة عوامل مختلفة تؤثر على حالته النفسية، وهذا يدفعه إلى ارتكاب أفعال غير قانونية مثل التعدي على الآخرين أو تدمير الممتلكات العامة أو سرقة الأموال أو الاغتصاب وغيرها .

كما أن الشخصية المعادية للمجتمع تكون غير مبالية لمشاعر الأشخاص المحيطين، حيث تميل إلى تحقيق المطامع الشخصية والحصول على المنافع سواء المالية أو الجنسية للشعور بالمتعة، وبالإضافة إلى ذلك تصرفات وسلوكيات الشخصية المعادية للمجتمع تكون مستمرة وتنتهي في أغلب الأحوال بمحاكمة الشخص المعادي للمجتمع وزجه في السجن لسنوات طويلة .

وغالباً ما تعود بداية ظهور اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في مرحلة الطفولة، ويستمر اضطراب السلوك حتى بلوغ سن الـ 18 عاماً ما فوق، وكثيراً ما نجد أن بعض الأشخاص يقومون بتشخيص سلوكيات الشخصية المعادية في سن المراهقة أو الطفولة بأنها اضطرابات سلوكية للمراهقين، والجدير بالذكر أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يظهر بشكل كبير في البيئات الفقيرة أو متوسطة الدخل، وذلك بسبب المعيشة الصعبة والإحساس الدائم بالحرمان، مما يدفع البعض إلى التمرد على قوانين المجتمع للحصول على المال وتحقيق الرفاهية .

ولكن علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ليس بالأمر المستحيل، حيث أنه غالباً ما يتطلب الخضوع لنمط معين من التأهيل النفسي، وذلك ما يتوفر في مركز ميديكال للطب النفسي الذي استطاع شفاء العديد من الحالات المصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وأصبحوا نماذج صالحة قادرة على الاندماج في المجتمع بشكل طبيعي .

أسباب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع وفقاً للإحصائيات يكون أكثر انتشاراً بين الرجال، حيث أن حوالي 3% من الرجال يصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مقابل 1% من النساء .

وعلاج هذا الاضطراب يكون وفق نمط محدد غالباً ما يعتمد على معرفة السبب، وذلك ليبدأ المعالج النفسي في اتخاذ الاستراتيجية المناسبة في العلاج وتوفير البيئة المناسبة لذلك، وهذا ما يحصل عليه المريض فور التواصل مع مركز ميديكال للطب النفسي، ومن أبرز أسباب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع التالي :

1_ البيئة

طبيعة البيئة التي ينشأ فيها الطفل تعد هي العامل الأول في تكوين شخصيته، ولذلك نجد الطفل الذي نشأ وسط بيئة غير صحية، أو أنه تعرض إلى العنف الأسري يكون أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع .

وإلى جانب ذلك التجارب النفسية السيئة التي تمر بها الطفل مثل التحرش الجنسي تكون عامل في تكوين شخصيته المعادية للمجتمع، وكذلك سوء المعاملة في المراحل المبكرة من الطفولة يزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في مرحلة المراهقة أو ما بعد البلوغ .

2_ اضطراب الهرمونات

الهرمونات التي تفرز من الدماغ تكون مسؤولة عن تنظيم العمليات الحيوية في الجسم، وكذلك هرمون السيروتونين (Serotonin) هو المسؤول عن التحكم في ردود فعل الإنسان وطبيعية التصرفات والسلوكيات التي تصدر عنه، حيث أن هذا الهرمون عبارة عن مادة كيميائية مسؤولة عن الشعور بالراحة والسعادة وتنظيم الحالة المزاجية للإنسان، ومن الطبيعي أن يكون إفراز هذه المادة وفقاً مستوى معين .

ولكن نجد أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يعانون من إفراز مستويات غير طبيعية من هرمون السيروتونين، وذلك ما يعود له السبب في الاضطرابات السلوكية، ولابد من التنويه إلى أنه في تلك الحالة يكون علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع من خلال تناول الأدوية، وذلك لتساعد على جعل مستوى هرمون السيروتونين (Serotonin) طبيعي .

3_ نمط الحياة

أشارت الإحصائيات الطبية إلى أن حوالي نصف الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يتعاطون المخدرات أو الكحوليات، وذلك ما أثر على سلوكياتهم وتصرفاتهم بشكل سلبي .

4_ الوراثة

أحد أسباب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هي عامل الوراثة، حيث توجد بعض العوامل الوراثية التي تهيئة الإنسان وسلوكياته لتكون معادية للمجتمع، وفي تلك الحالة يصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في أحد مراحله العمرية، ولكن لابد من توضيح أنه لا يوجد عامل وراثي محدد مسؤول عن الإصابة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع .

صفات الشخصية المعادية للمجتمع

يتميز اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ببعض الصفات أو العلامات الدالة على الإصابة كالتالي :

  • الميل إلى الكذب والخداع .
  • ترهيب الآخرين لانتهاك حقوقهم .
  • إيذاء الآخرين دون الشعور بالندم أو التراجع .
  • التعصب للرأي .
  • المخاطرة الغير حتمية بسلامته وسلامة الآخرين .
  • التعصب الشديد لأفكاره .
  • كسر القوانين والقواعد .
  • ارتكاب الجرائم مثل السرقة أو القتل أو تدمير ممتلكات الدولة والغير .
  • استخدام الحيل أو الذكاء للنصب على الآخرين وتحقيق المكاسب المالية .
  • قتل وتعنيف الحيوانات البريئة .
  • الفشل في وضع الخطط المستقبلية .
  • الإحساس بالتفوق الشديد .
  • سوء العلاقات الاجتماعية مع الآخرين .
  • السخرية والتنمر على الآخرين بطريقة قاسية .
  • التهرب من المسؤولية، وعدم الالتزام بأي اتفاقيات أو شروط .
  • الميل إلى الدخول في علاقات غير سوية .
  • اكتساب السلوك الإجرامي .
  • انتهاك حرية الآخرين .
  • عدم المبالاة بما هو صواب وخطأ .
  • الفشل المتكرر في أمور حياته .
  • التميز بالشخصية المستهترة .

مضاعفات الشخصية المعادية للمجتمع

عدم الاهتمام بالبحث عن علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يتسبب في بعض المضاعفات للشخص المصاب مثل :

  • المعاناة من بعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل القلق والاكتئاب .
  • الإساءة للأطفال .
  • الموت مبكراً بسبب العنف .
  • الدخول إلى السجن لسنوات طويلة .
  • ارتكاب جرائم القتل .
  • كثرة تراود الأفكار الانتحارية .
  • فشل العلاقة الزوجية .
  • تعاطي المخدرات، أو الإدمان على الكحوليات .
  • التشرد بسبب فقدان المأوى .
  • تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي .
  • الطرد من العمل بسبب الإساء إلى أصدقاء .

علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لا يمكنهم علاج أنفسهم دون الحصول على المساعدة من طبيب مختص، حيث توجد طرق علاجية مختلفة تساعد على علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ومن أهمها التالي :

1_ العلاج النفسي

من أهم أنماط علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو التأهيل النفسي، ومثل هذا النمط من العلاج يتطلب توفير عدد من المقومات من ضمنها البيئة المناسبة وأطباء متخصصين في اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع، وهذا ما يتوفر في مركز ميديكال للطب النفسي .

ولابد من توضيح أن العلاج النفسي لاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع قائم على تقويم سلوكيات الشخص المصاب، والعمل على طرد الأفكار السلبية المترسخة في العقل الباطن، وتقديم أفضل الحلول للتعامل بشكل طبيعي وسوي مع المجتمع الخارجي .

2_ العلاج بالأدوية

حالات من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع يتم علاجها من خلال العلاج الدوائي، وذلك للتحكم في الأعراض الجانبية ويجب تناول هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب، ومن ضمن أنواعها الآتي :

  • مضادات الاكتئاب .
  • مثبتات المزاج .
  • مضادات القلق .
  • مضادات الذهان .

وبذلك نصل إلى ختام موضوعناً حول علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والذي يحرص مركز ميديكال للطب النفسي على توفيره لكافة المرضى من خلال السعي إلى تقديم خدمة علاجية متميزة للقضاء على اضطرابات الشخصية المعادية بتوفير البيئة الملائمة وأفضل الأطباء النفسيين .

موضوعات ذات صلة :

انفصام الشخصية بسبب المخدرات

مرض انفصام الشخصية والزواج

علاج اضطراب تشوه الجسد