من أصعب مراحل العمر على الإطلاق هي مرحلة المراهقة لأنها مرحلة ينتابها الفضول وحب التجربة , والشباب والمراهقين بسبب العديد من العوامل يكونوا أكثر عرضة للوقوع في فخ الإدمان وطريق التعاطي وهم الصيد الأسهل , ولذا الدور الأكبر علي الوالدين في تلك المرحلة لأجل حماية الشباب في تلك المرحلة من أن يغرر بهم أو أن يقعوا في طرق نهايتها الدمار والضياع , وعلي الأسرة أن تحسن التعامل مع الابن المدمن في حال التعرف علي أحد أفراد الأسرة وقد وقع وغرر به في طريق الإدمان وفخ التعاطي , ونحن في مستشفى ميديكال للطب النفسي وعلاج الإدمان نقدم أفضل طرق علاج الإدمان من المخدرات من خلال لفيف من خبراء الطب النفسي وأساتذة علاج الإدمان  ووجود بيئة علاجية ومجتمع يساعد علي التعافي والقدرة على العودة إلى ممارسة الحياة .

أعراض إدمان المراهقين والمراهقات

لا شك أن التعرف على علامات الإدمان عند المراهقين وأعراضها من أهم المحاور التي نحن بصدد الحديث عنها , إذ تعد علامات إدمان المراهقين والعلامات التحذيرية في سن المراهقة هي جرس الإنذار للوالدين من أجل التعرف على الابن المدمن في مراحل الإدمان مبكراً ومن ثم البدء في طريق العلاج , ويجب الدراية بكافة العلامات التحذيرية المحتملة في تلك المرحلة وأشهرها :-

التغيرات المفاجئة وبشكل مبالغ في الأصدقاء أو وجود تغير بشكل مفاجئ في العادات الغذائية وأنماط النوم كل هذه تحذيرات مبكرة تشير إلى وقوع الشخص في طريق الإدمان وفخ التعاطي .

وجود مشاكل واضطرابات في النوم مع حالات الأرق والوجود خارج المنزل لأوقات طويلة كلها مؤشرات على وقوع الابن في طرق التعاطي .

قلة التحصيل الدراسي والرسوب في المدرسة على غير العادة والتأخير في الذهاب للمدرسة كلها مؤشرات خطرة يجب علي الوالدين التنبه إليها .

انتهاك القواعد الأسرية وعدم الاستماع إلى إرشادات الوالدين أو الانعزال التام عن الأسرة وعدم الرغبة في حضور الاجتماعات الأسرية .

وجود أغراض التعاطي في غرفة الأبناء من عبوات فارغة أو أدوية مخدرة أو سرنجة أو غيرها من أدوات التعاطي كلها من علامات وقوع المراهقين في طريق المخدرات .

كيفية التعامل مع الابن المدمن

لا شك أن الإدمان آفة اجتماعية وظاهرة سيكولوجية خطيرة , إلا أنه وللأسف قد أصبحت منتشرة في مجتمعاتنا العربية بصورة مروعة وزاد تفشي تلك السموم بين أفراد المجتمع , وما يزيد الأمر سوءاً هو تعامل الأسرة بشكل خاطئ مع الابن المدمن والنظر إلى المدمن بأنه  “عار” يجب التخلّص منه مما يؤدي لنتائج عكسية ويتسبب في استمرار الابن في طريق الإدمان وقد تنتهي حياته في هذا الطريق الوعر وتتدمر تماماً بسبب سوء معاملة الأسرة ، فكثير من الأسر في واقع الأمر تنهار أو تتحوّل حياتها إلى كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه هذا حين تكتشف إدمان أحد الأبناء المخدرات ووقوعه في فخ الإدمان .

.لكن علينا التعرف على كيفية التعامل مع الابن المدمن , ومن خلال هذا المحور من الموضوع سنتعرف على أهم النصائح والإرشادات من أجل مساعد المدمن والا نسير في طرق تدمر الأبناء  , وهي كالآتي :-

– يجب إقناع الابن الذي وقع في فخ الإدمان على المخدرات , وان مرض الإدمان ناجم عن الأفكار والمفاهيم السلبية السيئة التي احتلت عقله والتي يمكنه التخلص منها متى أراد وكان لديه النية والرغبة في التعافي .

– علي الأسرة ايقاف الدعم المادي والمعنوي للشخص المدمن صاحب الإدمان النشط يعني أنه لا زال في طريق التعاطي لأنهم بهذا يساعدوه في الاستمرار في طريق تعاطي المخدرات , حيث توفير الأمول اللازمة لشراء جرعات المخدرات وبهذا يكونوا معاونين له في طريق الإدمان .

– على الأسرة ومن يحيط بالشخص المدمن أن الإدمان مرض يمكن علاجه , وهناك الملايين من الأشخاص الذين تعافوا من مرض الإدمان واستطاعوا العودة إلى ممارسة حياتهم بعيداً عن طرق التعاطي وصار لهم بصمة في المجتمع , لكن علينا بالإسراع في طريق علاج الإدمان من خلال مراكز ومصحات علاج الإدمان .

كثيراً ما يقوم الشخص المدمن بتهديد أسرته ويتوعدهم , إلا أن تلك التهديدات والوعيد ما هي إلا تهديدات صوتية فحسب , لكن الشخص المدمن يسعى في كافة السبل من أجل إرضاء الأسرة في حال رؤية موقف الأسرة الحازم , ويجب المحافظة على موقفها وعدم التزعزع في ظل تلك التهديدات وهذا من أهم الأمور التي يجب أن تعي إليها الأسرة تماماً .

مهما كان الموقف من الشخص المدمن بسبب تعاطيه تلك السموم إلا أن من الأمور الهامة التي يجب التنبه إليها هي الحفاظ على المحبة للشخص المدمن والنظر إليه بأنه شخص مريض حتى يرى المدمن المحبة في عيون من حوله فيستجب لهم , أما إذا كان هناك كراهية أو نبذ ورفض للمدمن فان هذا التعامل مع الشخص المدمن يفتح الباب أمام أمور عكسية نحن في غنى عنها تماماً ولنعي تماماً أن اعتزال الشخص المدمن يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها بل قد يكره الشخص حياته وقد يندفع إلى الانتحار لذا علينا حسن التعامل مع الشخص المدمن من أفراد المنزل .

من التعامل الغير صحيح مع الشخص المدمن النظر إليه بأنه شخص مجرم ويجب أن يعاقب على ما فعله , لكن علينا أن نتعامل مع المدمن بأنه شخص وقع ضحية للعديد من العوامل حتى لو كان عليه دور كبير إلا أنه الآن نحن نتعامل مع مريض يحتاج إلى العلاج والمساعدة وعلي الأسرة أن تعلم أنها أحد المحاور الرئيسية في طريق علاج الإدمان .

استعمال العنف مع الشخص المدمن يعني انتظار ما هو أسو فان العناد لا يولد إلا عناداً خاصة مراحل المراهقة والتي قد تدفع المدمن إلى ارتكاب الحماقات بسبب استعمال العنف معه ولن يكون هناك فرصة في طريق التعافي ,بل سيظل المراهق أو الشاب في هذا الطريق الوعر وقد تضيع حياته في طريق المخدرات .

قد تتكرر الانتكاسات فعلينا عدم اليأس في ظل محاولات العلاج والبحث عن الأسباب التي أدت إلى وقوع الابن في طريق المخدرات , والإيمان التام بوجود فرصة بالتأكيد بعودة الشخص المريض إلى الصواب والتعافي من الإدمان .

العمل على دمج المريض في الحياة اليومية مع عمل برامج زيارة للأهل والأشخاص المقربين فهذا الأمر فارق شكل كبير في الوصول إلى أقصى درجات التعافي .

مساعدة الشخص المريض في الالتزام بصلاة الجماعة والافتراب من الأشخاص الذين يساعدوه إلى زيادة العلاقة بينه وبين ربه , والالتزام بالفروض الدينية

الماضي قد يكون عامل سلبي في محيط المدمن ولذا علي الأسرة التخلص من كافة الظواهر التي قد تؤثر على ذهن المريض سواء كانت أمور بصرية أو سمعية من الحقن الفارغة أو وجود زجاجات فارغة من الكحول أو عبوات الأقراص أو سماع بعض الأغاني التي قد تكون مرتبطة بالمخدرات , مع مساعدته في الابتعاد عن رفقة السوء فهي من أكبر العوامل التي توقعه في طريق الإدمان وفخ التعاطي والانتكاس علي المخدرات .

في مراحل علاج الإدمان على الأسرة أن تقوم بتقديم هدايا ومكافآت للشخص المريض في رحلة علاج الإدمان في حال الاستجابة العلاجية احتفالاً به ودعماً له في طريق التعافي .