الحديث عن أعراض مرض التوحد عند الأطفال حيث أن اضطراب طيف التوحد هو أحد أنواع الإضطراب التي يصاب بها الأطفال منذ الولادة، والتي تحدث فارق كبير على تحسن الأطفال ونموهم الاجتماعي والسلوكي، الجدير بالذكر أن هذا النوع من الأمرض يكون ناتج عن وجود خلل ما في جزء من الدماغ يؤدي إلى كافة الأعراض التي تتواجد لدى المرضى، وقد أكد أطباء علم النفس أن نسبة إصابة الذكور بطيف التوحد أكثر من نسبة إصابة الإناث وذلك بمعدل يصل إلى 3: 4 مرات.

الجدير بالذكر أن طيف التوحد يحتوي على العديد من الدرجات، حيث تظهر على بعض الأفراد أعراض التوحد المؤقت، وبسبب تقدم الطب والطرق العلاجية نجد العديد من الأهل يتساءلون كثيرا حول إمكانية تعافي مرضى طيف التوحد، لذا من خلال هذا المقال سوف نتحدث عن أعراض مرض التوحد عند الأطفال والكبار،و التغيرات التي تطرأ على مرضى التوحد عند التقدم في السن .

وفي واقع الأمر علينا أن نسعي في علاج اضطراب التوحد من خلال المصحات النفسية المختصة فهي البيئة التي تساعد علي العلاج بشكل كبير , وإن كان مرض التوحد من الأمراض النفسية التي لم يكتشف لها علاج إلي الأن فهو اضطراب في النمو العصبي للطفل وتظهر اعراضه بعد السنوات الثلاث الأولي من عمر الطف ويؤثر علي قدرته علي التواصل مع الأخرين .

أعراض مرض التوحد عند الأطفال

يتميز طيف التوحد بأن الأفراد المصابين به تظهر لديهم بعض الأعراض والميزات المختلفة، على حسب الشخص وكذلك درجة الطيف المصاب بها، الجدير بالذكر أن من أعراض مرض التوحد عند الأطفال أن الأطفال المصابين بدرجات عالية من طيف التوحد تظهر لديهم نفور كبير من العلاقات الإجتماعية وبعضهم يعطي رد فعل عنيف, ولا تختلف أعراض مرض التوحد عند البنات عن الأولاد وعلاج مرض التوحد قد يكون مختلف من شخص لأخر ولكن علينا أن نسعي في التواصل مع المختصين والوصول إلي طبيب نفسي متخصص .

تظهر أعراض مرض التوحد عند الأطفال التي سوف نتناول الحديث عنها في الأسطر التالية على كافة المصابين بطيف التوحد لكن بدرجات مختلفة، كما تظهر لدى الأطفال في بعض الأحيان في الأشهر الأولى من حياتهم، وبعضهم تظهر بعد بضع سنوات، أي عندما يصل الطفل سن 3 سنوات، فتظهر عليه كافة التغيرات من إنغلاق إجتماعي، عدم القدرة على التحدث بشكل سليم وبعض السلوكات المقيدة والمتكررة، وفيما يلي أعراض مرض التوحد عند الأطفال :

1 – التفاعل الاجتماعي

التفاعل الاجتماعي من أعراض مرض التوحد عند الأطفال حيث يبدي الأطفال الصغار العديد من العلامات التي تبين القصور في التواصل الإجتماعي لديهم، حيث يظهر الأطفال الذي يقل عمرهم عن 3 أعوام بعض العلامات مثل:

  • عدم الاستجابة عند نداء اسماءهم.
  • الابتعاد والنفور من إظهار المودة عند الحضن أو القبلات.
  • الميل إلى اللعب منفرد دون مشاركة أحد.
  • عدم الأهتمام بالأمور المثيرة أو الرغبة بمشاركتها.

أما بالنسبة للأطفال الذي يزيد عمرهم عن 3 سنوات، أي الأطفال الكبار، يظهرون بعض أشكال القصور المجتمعي والتي من ضمنها:

  • عدم القدرة على إجراء محادثة متبادلة بشكل سليم.
  • نقص التواصل البصري أو عدم استخدامه تماما لدى بعض الأطفال.
  • عدم القدرة على التعرف على لغة الجسد أو مشاعر الأفراد الذين يتعامل معهم.
  • عدم القدرة على بناء علاقات اجتماعية وصداقات.

2 – المهارات اللغوية

يعاني أطفال طيف التوحد من المشكلات اللغوية فبعضهم لا يتمكن من استخدام الضمائر وتكوين الجمل الطويلة بشكل سليم، كما يحتوى الصوت على نبرة غريبة، من الممكن أن تشبه الرجل الآلي أو تكون قريبة من الغناء، الجدير بالذكر أن الأطفال الذين تخطت أعمارهم 3 سنوات يفقدون العديد من المهارات اللغوية والكلمات التي تعلموها، ومن ضمن قصور المهارات اللغوية التي تظهر لدى الأطفال الآتي:

  • تكرار العديد من الجمل التي يجهل معناها.
  • المعرفة الغير وظيفية وهي قدرة الطفل على قراءة ومعرفة العديد من المعلومات دون التمكن من استخدامها بشكل سليم.
  • عدم القدرة على استخدام الإيماءات أو فهمها.
  • يظهر الأطفال المصابين بقدرات عالية في التوحد قدرة على إجراء المحادثات الطويلة بشكل جيد، وذلك مع افتقار القدرة على معاملة الآخرين بطريقة مماثلة.

3 – السلوكيات المتكررة

الفعل السلوكي لدى أطفال طيف التوحد متكررة بشكل كبير والتي تعد من أعراض مرض التوحد عند الأطفال ومن الأمور الواضحة التي تستطيع الأم من خلالها ملاحظة أن الطفل مصاب بالتوحد، إلى جانب ذلك فأنهم يولون التفاصيل اهتمام كبير من شأنه أن يسبب الالتهاء، مثل تغير مكان الألعاب الخاصة بهم، إلى جانب ذلك يظهرون اهتمام كبير بموضوع معين بشكل مفرط ويتضح هذا في العديد من الأمور اليومية التي تحدث.

مشاكل المعالجة الحسية هي إحدى المشكلات التي يعاني منها الأطفال المصابين بطيف التوحد وهي التحسس من الإضاءة العالية أو الضوضاء والذي يصيبهم بالاضطراب وعدم الراحة، بسبب نقص المدخلات الحسية لديهم فيحاولون جاهدين تعويضها من خلال الاصطدام بالأجسام الصلبة أو غيرها من السلوكيات التي من الممكن أن تلحق بهم الضرر.

ما هي أسباب اضطراب التوحد لدي الأطفال ؟

أما عن أسباب التوحد عند الأطفال فتؤكد الدراسات والإحصائيات بانه لا يوجد سبب محدد للإصابة بالتوحد عند الاطفال وما هو إلا خلل في الجينات الوراثية او مشاكل في تكوين الجهاز العصبي ومن هنا لا يوجد علاج نهائي لمرض التوحد إلي الأن ولكن علينا أن نعلم بانه لا داء إلا له دواء علمه من علمه وجهله من جهله , ولكن هناك العديد من النصائح التي يجب أن نضعها في الحسبان في التعامل مع مرضي التوحد من الأطفال والتي سوف نتعرف عليها من خلال طيات الموضوع .

علامات التوحد عند الكبار

حالات العجز الاجتماعي لا يتم تصنيفها كلها على أساس أنها ضمن مرضى طيف التوحد، حيث من الضروري أن تجتمع كافة الأعراض التي تم ذكرها من قبل في الفرد حتى يتمكن الطبيب من تصنيفه ضمن طيف التوحد، الجدير بالذكر أن أعراض التوحد تتغير بتغير السن، وذلك لقدرة استجابة الفرد كلما مرت السنوات من عمره مع البيئة المحيطة به، والذي يتوقف من شخص إلى آخر، الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على الكبار والتي تتباين في حدتها من شخص إلى آخر ومن ضمنها:

  • إظهار القلق بشكل مبالغ فيه وذلك بما يخص العلاقات الاجتماعية.
  • عدم القدرة على التواصل مع الأهل بشكل كافي والذي يرجع إلى عدم قدرتهم على فهم المشاعر الإنسانية وتفسيرها.
  • عدم القدرة على وصف المشاعر بطريقة صحيحة.
  • الاعتماد على روتين يومي ثابت وعدم القدرة على تبديلة.
  • الابتعاد عن الاتصال البصري.
  • الاعتماد على الخطط الحياتية فلا يُقبل مريض طيف التوحد على أي أمر في حياته دون التخطيط له.
  • القدرة الانتباه على كافة التفاصيل في الأماكن التي يوجدون بها.
  • الرغبة الكبير في البقاء منعزل وعدم القدرة على تكوين صداقات بسهولة.

هل يشفى مريض طيف التوحد ؟

حالات ظهور طيف التوحد تصل إلى ظهور حالة واحدة كل 59 مولود، الذي يكون معظمهم من الذكور الجدير بالذكر أن هذا يؤدي إلى شعور الأهل بالقلق والتوتر وخاصة إذا لم يكن لديهم سابق عهد مع هذا النوع من الأمراض نفسية العقلية فنجد العديد من التساؤلات حول إمكانية علاج طفل طيف التوحد، وقد أكد الأطباء أنه من الممكن أن يتم شفاء مرضى التوحد وذلك يتوقف على عدة أمور من ضمنها الاكتشاف المبكر ودرجة الطيف الذي يتواجد بها الطفل، مع ذكر أن طريق العلاج يستغرق العديد من الوقت قد يصل إلى سنوات عديدة.

موضوعات ذات صلة

الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال

كيف أعرف أن طفلي مريض نفسي

ما هي النصائح اللازم اتباعها للتعامل مع أطفال التوحد ؟

اولاً :- يتم علاج مرض التوحد عند الأطفال من خلال العمل علي تعزيز وتحفيز الخلايا العصبية ولكن استعمال الأدوية بالطبع لا يتم إلا من خلال دكتور نفسي متخصص في علاج اضطرابات التوحد عند الأطفال .

ثانياً :-قد يتم العلاج تربوي من خلال وضع الطفل في المدراس الخاصة بمرضي التوحد من أجل تدريب الطفل علي التواصل مع الأخرين والعمل علي الإندماج مع العالم الخارجي .

ثالثاً :- علاج اضطراب التوحد لدي الأطفال من خلال العلاج السلوكي والعمل علي تحفيز الطفل وتنمية المهارات السلوكية واللغوية من خلال مراكز التأهيل والتدريب , وعلي الأسرة دور كبير في تأهيل الطفل من خلال التحدث معهم ولفت الانتباه بشتي الطرق واللعب مع الأطفال وتعريفهم علي الأشياء المهمه مثل أسماء الحيوانات والفواكه والألوان وغيرها .

رابعاً :- علي الأباء الدور الكبير والمهم في الوقوف بجانب الأطفال واحساسهم بالأمان بشكل دائم مع العمل علي تحفيزهم وتشجيعهم , وفي الغالب يكون الطفل المصاب بالتوحد عصبي وكثير الزن وكثير الصراخ مع الصوت العالي بشكل عام , وفي تلك اللحظات يجب أن تقوم الام بتهدئة الطفل .

ما هي الأخطاء في التعامل مع طفل التوحد ؟

علينا أن نعلم بأن التوحد من الاضطرابات النمائية والتي لم يعرف لها سبب محدد إلي تلك اللحظات , وقد يكون السبب تربوي او قد يكون وظيفي وهناك العديد من الأساليب الخاطئة التي يقع فيها الأباء وتزيد من حدة الاضطراب لدي الطفل التوحدي , وفي حال تعود الطفل علي أساليب وخطط محددة تزيد من حدة التوحجد عنده , ومن أكثر الأخطاء شيوعاص لتصرفات الأباء مع الأطفال الذين يعانون من التوحد ما يلي : –

1-طفل التوحد في غالب الأمر لا يتواصل مع الأخرين واستسلام الأهل لذلك قد يزيد من جدة تلك الأعراض والمرض لدي الطفل ويصعب علاجه .

2-مرض التوحد في الغالب نمطي , وفي حالة تشجيع الطفل علي النمطية وعدم تغير الروتين في التعامل مع طفل التوحد سيواجه الأباء المشاكل الكبيرة في المستقبل , مثل علي ذلك التعود علي الذهاب إلي مكان محدد من كل أسبوع في حال تغيير ذلك قد تسوء الحالة ومن ثم لابد من الابتعاد عن النمطية .

3-الصوت العالي والصراخ من أساليب الأطفال لتنفيذ طلباتهم وهو خطأ كبير وقد وقع فيه الأباء في حال التعامل مع الأطفال الذين يعانون من التوحد , حيث يعتقدون بان استجاباتهم لتلك الأساليب سوف يخففون عنهم الآلام لكنهم يعرضون الطفل للعدوانية والعند في المستقبل .

4-من الأمور الخاطئة في التعامل مع المرضي الذين يعانون من التوحد حالة عدم الاهتمام بالمستوي الإدراكي والمعرفي لدي الطفل , حيث أن هناك العديد من الأباء يهملون علاج الطفل من الناحية السلوكية من خللا مراكز التخاطب والتأهيل وذلك يزيد من حدة التوحد لديهم

هل يتمكنوا مصابي طيف التوحد من الزواج؟

من ضمن الأنماط الحياتية التي يسلكها أي فرد هو الدخول في علاقات عاطفية والزواج، الجدير بالذكر أنه حتى مصابي طيف التوحد لديهم القدرة على الزواج، ولكن يحدث من خلال مساعدة المتخصصين من أطباء علم النفس، واستخدام بعض الأدوية مثل مضادات الإكتئاب.

طرق علاج مرض طيف التوحد ؟

يصنف طيف التوحد من ضمن الأمراض العقلية والنفسية، التي تساهم مستشفى ميديكال لعلاج الطب النفسي في تقديم يد العون للمرضى بهدف التعافي من طيف التوحد، الجدير بالذكر أن هذا المرض لا يحتوي على بروتوكولات محددة يمكن استخدامها مع كافة المرضى، وتتوافر العديد من الطرق العلاجية وغيرها التي يتم اعتمادها في المدرسة والمنزل، الجدير بالذكر أن الطبيب المختص في هذا النوع من الأمراض يقدم المساعدة ويوجه الأسر للطرق الأنسب في العلاج، ومن ضمن الطرق التي يتم استخدامها لعلاج طيف التوحد الآتي:

  1. العلاج التربوي والتعليمي.
  2. العلاج السلوكي.
  3. العلاج المتعلق بالنطق واللغة والتواصل.
  4. الأدوية.

هكذا من خلال موضوع أعراض مرض التوحد عند الأطفال ، تعرفنا على الأعراض التي تظهر لدى فئة كبيرة من أطفال طيف التوحد، الجدير بالذكر أن الكشف المبكر يساهم في تطور حالة الأطفال وقدرة التواصل مع المجتمع، لذا فإن دور العائلة فعال في الوصول إلى التعافي من التوحد.

المصدر