تتلألأ النجوم في سماء الفن، تخفي الابتسامات المشرقة والأصوات العذبة أحيانًا قصصًا من الكفاح الخفي ضد الأمراض النفسية كيتي بيري، النجمة التي أضاءت سماء البوب بألوانها الزاهية وأغانيها التي تتردد صداها في أرجاء العالم، تكشف لنا عن جانب آخر من حياتها، جانب يمزج بين الألم والأمل، بين الصراع والسلام. في هذا المقال، نستكشف رحلة كيتي بيري مع الوسواس القهري، وكيف أنها، رغم كل شيء، تستمر في الغناء والتألق.

ما هي قصة كيتي بيري مع الوسواس القهري

كيتي بيري، المعروفة بإسمها الحقيقي كاثرين إليزابيث هدسون، هي مغنية أمريكية وكاتبة أغاني وممثلة، ولدت في 25 أكتوبر 1984 في سانتا باربارا، كاليفورنيا، نشأت في عائلة مسيحية حيث كان والداها قسيسين، وكبرت على سماع الأغاني والموسيقى الدينية المسيحية ،بدأت شهرتها في عام 2007 بأغنية “I Kissed a Girl” وتلاها نجاحات متتالية مع أغاني مثل “Teenage Dream”، “Firework”، و”Dark Horse”2.

في حياتها المهنية، اشتهرت بألبومها الثاني “واحد من الصبيان” والذي أضافت له أغنيتي “قبلت فتاة” و”ساخن وبارد”، وأثارتا جدلاً لموضوعاتهما المثيرة للجنس، ألبومها الثالث “حلم المراهقة” حقق نجاحًا كبيرًا وأصبح ثاني ألبوم يحتوي على خمسة أغاني احتلت المراتب الأولى في قائمة بيلبورد هوت 1001.
كيتي بيري ليست فقط مغنية بل هي أيضًا مؤدية أصوات، كاتبة سير ذاتية، منتجة أسطوانات، عازفة قيثارة، عارضة، راقصة، سيدة أعمال، وفاعلة خير وقد تولت منصب سفير النوايا الحسنة لليونيسيف، تُعد قصتها مصدر إلهام للكثيرين، حيث تجاوزت العديد من التحديات في حياتها الشخصية والمهنية لتصبح واحدة من أبرز نجوم البوب في العالم.

كيتي بيري، المغنية الأمريكية المعروفة، كشفت في مقابلة سابقة أنها تعاني من الوسواس القهري ذكرت أنها تتناول ما يصل إلى 26 قرصًا يوميًا، وهي مزيج من الفيتامينات والمكملات الغذائية، لمساعدتها في التعامل مع الوسواس، كما أشارت إلى أن لديها عادة تنظيف أسنانها من أربع إلى ست مرات في اليوم.

تحدثت بيري أيضًا عن إيمانها بالمخلوقات الفضائية وعن حملها دب لعبة خاص بها أثناء السفر، هذه التصريحات تعكس الطريقة التي تتعامل بها مع الوسواس القهري وكيف يمكن أن يؤثر على الحياة.

مشاهير يعانون من الوسواس القهري

هناك العديد من المشاهير الذين تحدثوا علنًا عن معاناتهم من الوسواس القهري (OCD) إليك بعض الأمثلة:
دونالد ترامب: الرئيس الأمريكي السابق، الذي أعلن أنه يعاني من الوسواس القهري، خاصةً فيما يتعلق بالخوف من الجراثيم.
ليوناردو دي كابريو: الممثل الشهير الذي يتجنب السير على العلكة ويسير عبر الأبواب أكثر من مرة.
جاستن تيمبرليك: الممثل والمغني الأمريكي الذي يواجه صعوبة في ممارسة حياته بصورة طبيعية بسبب الوسواس القهري.
كاتي بيري: المغنية التي تحدثت عن صراعها مع الوسواس القهري منذ سنوات طفولتها.
ديفيد بيكهام: نجم كرة القدم الذي يعاني من الوسواس القهري الذي يجعله حريصًا على وضع وترتيب الأشياء في خط مستقيم.
ميجان فوكس: الممثلة الأمريكية التي تحدثت عن معاناتها من الوسواس القهري وخوفها الشديد من الجراثيم.
محمد عبد الوهاب: الموسيقار الراحل الذي عانى من الوسواس القهري، حيث كان يغسل الصابون بالماء قبل استعماله.
هؤلاء المشاهير يُظهرون أن الوسواس القهري يمكن أن يؤثر على أي شخص بغض النظر عن النجاح أو المكانة الاجتماعية، ويُعد الحديث عن هذه التجارب خطوة مهمة نحو تقليل وصمة العار المرتبطة بالأمراض النفسية.

ما هو الوسواس القهري

الوسواس القهري، المعروف أيضًا بـ OCD، هو نوع من الاضطرابات النفسية حيث يجد الأشخاص أنفسهم محاصرين في دوامة من الأفكار والمخاوف المتكررة وغير المرغوب فيها. هذه الأفكار، أو الوساوس، تدفعهم إلى القيام بسلوكيات معينة، أو الأعمال القهرية، مرارًا وتكرارًا في محاولة لتهدئة هذه الأفكار.

يصارع المصابون بالوسواس القهري للحفاظ على تركيزهم بعيدًا عن هذه الهواجس ولكبح جماح السلوكيات القهرية، حتى وإن كانوا يعلمون أن هذه الأفكار غير منطقية. الأعمال القهرية، مثل الغسل المتكرر لليدين أو التنظيف المفرط، يمكن أن تتداخل بشكل كبير مع الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية.

يُعتقد أن الوسواس القهري الوسواس القهري يؤثر على النساء أكثر من الرجال وغالبًا ما يظهر لأول مرة في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

بالنسبة للأفكار الوسواسية، فهي غالبًا غير واقعية وغير منطقية، ويدرك معظم الأشخاص المصابين بالوسواس القهري هذا الأمر. هذه الأفكار عادةً ما تنبع من القلق أو الخوف من أحداث محتملة، ولكن في بعض الأحيان، قد تكون نتيجة للتفكير في حدث وقع بالفعل.

أما بالنسبة لأنواع الوسواس القهري، فهي تتضمن:

  1. وسواس النظافة: الخوف المفرط من الجراثيم والحاجة إلى النظافة المستمرة.
  2. وسواس التأكد: الحاجة الملحة للتحقق مرارًا وتكرارًا من الأشياء، مثل إغلاق الأبواب أو إطفاء الأجهزة.
  3. وسواس الترتيب والتناسق: الرغبة في ترتيب الأشياء بطريقة معينة أو التماثل.
  4. وسواس الاكتناز: الخوف من التخلص من الأشياء غير الضرورية.
  5. وسواس اجترار الأفكار: التفكير المستمر في موضوعات معينة التي قد تكون مزعجة أو مثيرة للقلق.

 أسباب الوسواس القهري

أسباب الوسواس القهري متعددة وتشمل عوامل وراثية، بيولوجية، وبيئية. إليك التفاصيل:

  • العوامل الوراثية: قد يكون للجينات دور في الإصابة بالوسواس القهري، حيث يُلاحظ أن الاضطراب قد يتوارث في العائلات.
  • بنية الدماغ: هناك اختلافات في نشاط المخ وبنيته بين الأشخاص المصابين بالوسواس القهري وغير المصابين، مما قد يؤثر على طريقة معالجة المشاعر والتحكم في الإشارات.
  • التغيرات الكيميائية في المخ: يُعتقد أن نقص السيروتونين في المخ قد يكون من أسباب الوسواس القهري، وقد يُحسن استخدام مضادات الاكتئاب التي تزيد من مستوى السيروتونين أعراض الاضطراب.
  • الأسباب المعرفية: قد يُسيء الشخص تفسير أفكاره مما يؤدي إلى الوسواس. على سبيل المثال، قد يُعطي الشخص أهمية مفرطة لأفكار سلبية عابرة ويُصبح مقتنعًا بإمكانية حدوثها، مما يدفعه للقيام بأفعال قهرية لمنع الخطر الذي يخشى منه.
  • الأسباب السلوكية: بعض السلوكيات القهرية قد تُصبح متكررة ومعتادة عندما ترتبط ممارستها بالراحة من القلق.
  • العوامل البيئية: قد تسهم الضغوط البيئية والتجارب الحياتية في تطور الوسواس القهري.
    هذه الأسباب معقدة وتتداخل فيما بينها، وقد تختلف من شخص لآخر. العلاج يعتمد على العلاج النفسي والأدوية ويُفضل أن يتم تحت إشراف متخصصين.

هل هناك نصائح للتغلب على الوسواس القهري في حياتي اليومية؟

بالتأكيد، هناك العديد من النصائح التي يمكن أن تساعدك في التغلب على الوسواس القهري في حياتك اليومية. إليك بعض الاستراتيجيات المفيدة:

  • فهم الوسواس القهري الخاص بك: تثقيف نفسك حول الوسواس القهري يمكن أن يساعدك على فهم الحالة بشكل أفضل وتطوير استراتيجيات للتعامل معه.
  • طلب المساعدة المهنية: الاستعانة بأخصائي الصحة العقلية يمكن أن يوفر لك الدعم والإرشادات اللازمة.
  • ممارسة منع الاستجابة للتعرض (ERP): تعريض نفسك تدريجيًا للمواقف المثيرة للقلق ومقاومة السلوكيات القهرية.
  • تحدي الأفكار السلبية: استخدام اختبار الواقع لتحدي الأفكار غير العقلانية.
    تحديد

وفي النهاية، تظل قصة كيتي بيري مع الوسواس القهري شاهدة على أن النجاح لا يأتي دون تحديات، وأن الشهرة لا تعني البعد عن الألم الإنساني ،من خلال مشاركتها لتجربتها الشخصية، تفتح كيتي بيري الباب أمام الكثيرين للحديث عن معاناتهم والبحث عن الدعم ،فالوسواس القهري ليس نهاية المطاف، بل هو جزء من رحلة الحياة التي يمكن التغلب عليها بالإرادة والعزيمة والدعم الصحيح، وكما تغني كيتي بيري، فإن الحياة تستمر والأغنية لا تنتهي، وكل يوم هو فرصة للتغيير والتحسين والتألق من جديد.

مصدر١

مصدر٢

مصدر٣