علاج مدمن المخدرات بتقنية القمع هي أشهر طرق علاج الإدمان في العصر الحالي ولان المدمن يواجه في طريق التعافي من الإدمان وفي حالة إقلاعه عن تعاطي المخدرات العديد من العوائق أهمها الاشتياق إلى المخدر والرغبة في التعاطي, ومن هنا تكون الانتكاسات, ولذا الكثير من أدوية علاج الإدمان تهدف إلى التقليل من تلك الرغبة إلى المخدر, ولا شك أن التوق إلى المخدر بعد الإقلاع راجع إلى العديد من المواقف والخبرات أو ما يطلق عليه ذكريات التعاطي التي تصاحب الإدمان خلال مرحلة استخدام المخدر.

إذ تكمن المشكلة في أن الشخص المتعافي من الإدمان حين تواجهه مواقف مماثلة ومشابهة في حياته أو في حال تذكر ماضيه مع المخدرات والحلاوة والنشوة الوهمية التي عاشها  حال تعاطي المخدرات, وهذا الأمر هو أحد أبرز أسباب الإدمان والعودة إلى تعاطي المخدرات مرة أخرى, وفي الواقع مشكلة الانتكاس علي المخدرات لا يعاني منها المدمن فحسب بل الجميع يعاني ويعاني بشدة من وقوع المدمن بعد التعافي في الانتكاس علي الإدمان والرجوع إلى طريق التعاطي مرة أخرى.

وقد أكدت العديد من الدراسات بأن وقوع الانتكاسات أمر متكرر وكثير من المدمنين المتعافين يعودوا للتعاطي مرارا وتكرارا وتضيع الجهود المبذولة من قبل المرضي أو التي بذلتها الدولة في توفير مصحات علاج الإدمان خاصة أن مدة علاج الإدمان طويلة وسنبدأ من جديد في رحلة أخرى للتعافي, لذا فإن علاج المدمن بتقنية القمع هي أفضل الطرق في الحفاظ على التعافي من الإدمان والتي سوف نتعرف عليها من خلال هذا الموضوع.

ونحن في ميديكال الطب النفسي وعلاج الإدمان من خلال مجتمع علاجي متكامل نوفر أفضل طرق التعافي من الإدمان والإقلاع عن المخدرات في ظل برامج منع الانتكاس فمع أفضل مستشفى لعلاج الإدمان في مصر من خلال  أنت في طريقك الصحيح للخروج من عالم الإدمان .

ماذا عن تقنية القمع ومحو الذكريات السلبية

علاج المدمن بتقنية القمع هو أحد البرامج العلاجية المقترحة لعلاج الإدمان ومنع حدوث الانتكاس علي الإدمان , وفكرة التقنية مبنية على تدريب الدماغ من أجل محو الذكريات المحرجة والمواقف السلبية في الدماغ , وبحسب العديد من الدراسات التي تمت في جامعة لاند السويدية والتي ذكرت في أحد الصحف البريطانية والتي من خلالها تم استنتاج أن قمع الذكريات السيئة والموقف المحرجة لوقت طويل له دور كبير في نسيانها بشكل نهائي .

وقد اعتمد العلماء علي المسح المقطعي حتي يتم مراقبة أجزاء من الدماغ تنشط والتي تنشط حينما يحاول الأشخاص المتطوعون نسيان شيء ما , وقد تمكن أولئك العلماء في تحديد الوقت الذي من خلاله يتم نسيان الذكريات وقد أشار العلماء إلى أن عمليات القمع الطويل لذكريات محددة هو أسلم الطرق للوصول إلى درجة محوها بشكل تام .

وقد أشار الفريق الطبي المشارك في الدراسة بأن التحكم في تقنية القمع أشهر طرق علاج الإدمان يمكن استخدامها في علاج العديد من الاضطرابات النفسية وعلاج الاكتئاب أو علاج كرب ما بعد الصدمة وبحسب ما أشار إليه رئيس الفريق الطبي المعد للدراسة الطبيب هاوسر ” نحن على علم بأن المشاعر المنسية أو التي تم قمعها في الغالب تتسبب في ظهور ردود الفعل الفيزولوجية وقد تم تدريب بعض المتطوعين على نسيان معلومات.

وفي الواقع تلك الدراسة لم تتم فقط من أجل نسيان بعض الأمور وقمع الذكريات السلبية والمواقف المحرجة والتي تعد الطريق الأمثل في علاج الإدمان حتى لا يحدث انتكاس الذي يعد سببه الأكبر هو الذكريات والحنين إلى زمن التعاطي, لكن من الأمور التي تمكنا فيها من خلال الدراسة هو التعرف على  الوقت المحدد الذي تنسى فيه الذكريات ويكون هناك فرض النسيان علي الدماغ وفي الواقع كلما كان هناك قمع للمعلومات بصورة متكررة كلما صعب علي الشخص تذكرها .

علاج المدمن بتقنية القمع

أشار معدي الدراسة التي أشرنا إليها سابقا والتي بنيت على قمع الذكريات قائلاً بأننا إذا أردنا تطبيق تقنية قمع الذكريات المحرجة  السلبية في مجال علاج مدمني المخدرات وفي الواقع تلك الذكريات السلبية والمحرجة هي من أهم الأسباب لحدوث الانتكاس في العودة إلى طريق التعاطي مرة ولذا يتم علاج مدمني المخدرات من خلال تقنية القمع من خلال الاعتماد على تلك الفكرة والاستفادة من التقنية في علاج الإدمان  , لكن علينا ابتداء القيام بعمل دراسة لتلك الحالات التي يتم تشخيصها ومن ثم تحديد مع من يتناسب هذا الأسلوب العلاجي.

ومن ثم يتم العمل على تطبيق الدراسة علي الأشخاص والتدريب على نسيان الذكريات السلبية من خلال ممارسة تقنية القمع حتى يتم إزالة ومحو الذكريات السيئة والمحرجة التي تلازم الشخص المتعاطي خلال فترة التعاطي, ويكون هذا الأمر لوقت طويل وبصورة متكررة حتى نساهم في نسيانها بشكل مؤكد ويتم التخلص من الأفكار السلبية والمحرجة ونسيانها بشكل تام ومحو تلك الأفكار من ذاكرة الأشخاص ويكون من الصعوبة استعادتها, ومن هنا نحافظ على التعافي من الإدمان ونضمن عدم حدوث الانتكاس علي المخدرات بإذن الله وكما يقال ” وكما قيل إن الذكريات التي لا تموت تُميت ”  فعلينا أن نميت ذكرياتنا قبل أن تميتنا هي .

استخدام تقنية القمع في علاج مدمني المخدرات

الآلية المقترحة لتطبيق تقنية القمع في علاج مدمني المخدرات من خلال  الفئة التي يتم استهدافها وكيفية المنهجية المفترضة لتقديم الجلسات العلاجية حيث تتم  الإجراءات من خلال الفريق العلاجي المختص والمتكون من مجموعة من (الأطباء –  الأخصائيين النفسيين –الأخصائيين الاجتماعيين الذين لهم خبرة في علاج الإدمان والعاملين في مراكز علاج إدمان المخدرات  ) ويتم هذا من خلال ممارسة آليات طريقة العمل الجماعي, بالإضافة إلى عمل تطبيق تقنيات حتى يتم  التخلص من المشاعر السلبية المحرجة .

ومن أشهرها تقنية التربية  وهي من أسهل الطرق التي يتم الاعتماد عليها حتى يتم التخلص من الأفكار السلبية والمشاعر المحرجة والتي ترتبط بالاضطرابات العاطفية مثل الخوف ورهاب الأماكن المفتوحة وفوبيا المرتفعات بالإضافة إلى اضطرابات القلق العام والاكتئاب وعلاج كرب ما بعد الصدمة وآلام الحب بالإضافة إلى مشاعر الندم والذنب والتغلب علي الأفكار التشاؤمية والرعب وعدم قبول الذات وغيرها من الاضطرابات العاطفية بالإضافة إلى الرغبة المسببة للإدمان .

كيفية علاج مدمن المخدرات بتقنية القمع

أما عن الخطوات المقترحة من أجل تطبيق تقنية القمع في علاج المدمن فتتم من خلال الخطوات والمراحل الآتية والتي من خلالها يتم الوصول إلى محو الذكريات والأفكار السلبية التي تعد السبب الأكبر في الانتكاس علي المخدرات وخطوات علاج الإدمان التي يتم تنفيذها على الأشخاص لا بد أن تكون من خلال المختصين كما أسلفنا الحديث في المحاور السابقة ويتم تنفيذ تلك التقنية في علاج الإدمان من الترامادول أو علاج الإدمان من الحشيش أو غيرها من أنواع المخدرات .فتقنية القمع يتم تطبيقها في علاج مدمني المخدرات عموما .

أولاً – اعتقاد الأشخاص فرضاً بأنه قد تم التخلص من الأفكار السلبية ونسيان جميع ما يتعلق بتاريخ تعاطي المخدرات بشكل تام,  وهذا بالطبع من شأنه يتسبب في حدوث تثبيطاً لموضوع التعاطي المحدد في الذاكرة  .
ثانياً – يتم العمل على طرد الأفكار السلبية المحرجة واستبدالها بالأفكار الإيجابية وهو ما يشبه طريقة العلاج السلوكي المعرفي واستبدال الافكا السلبية بالأفكار الإيجابية .
ثالثاً – تجنب الحديث عن فترة التعاطي وعن الشعور بالسعادة الوهمية التي شعر بها الشخص أثناء مرحلة التعاطي فهذا يعمل على عودة تلك الأفكار السلبية التي تفتح الباب أمام الانتكاس .
رابعاً – البعد كل البعد عن الأماكن والأشخاص الذين تعاطي معهم الشخص تلك السموم والمخدرات والتي تعد من أكبر مثيرات العودة لطريق التعاطي وحدوث الانتكاس .
خامساً – العمل علي إضافة كل المواقف المؤلمة وجميع أنواع الأضرار التي تعرض لها الشخص سواء الأضرار الدينية والأضرار الصحية والأضرار النفسية والاجتماعية التي ترتبت على تعاطي تلك السموم والوقوع في إدمانها بالإضافة إلى تلك الذكريات والأفكار حسب ما يتناسب مع كل حالة
سادساً – ممارسة الرياضة أو أي من الهوايات المفضلة أو العمل علي أحداث هوايات جديدة ن أجل شغل أوقات الفراغ .

سابعاً – تجنب العزلة والوحدة فتلك الأجواء تعد البيئة الخصبة التي تستدعي الذكريات السلبية  والأفكار السلبية وهذا مبني على تقنية القمع في علاج الإدمان  .
ثامناً – يتم تبادل التجارب والخبرات والأفكار بين أعضاء الأشخاص المتعافين والتعامل مع المشكلة من خلال ” تقينة القمع في علاج المدمن ” والاعتماد على تلك التقنية في محو الذكريات المحرجة والسلبية والتي يجب أن تتم من خلال إشراف وتوجيه من المختصين في علاج الإدمان .