الاكتئاب وأزمة منتصف العمر من المواضيع الهامة التي يجب التحدث عنها حيث يعد الاكتئاب من أشهر الأمراض النفسية المنتشرة في المجتمع وهو من الأمراض التي تصيب الأشخاص من مختلف المراحل العمرية حتى أن هناك ما يقارب نصف مليار شخص مصاب بالاكتئاب فالرجال والنساء والكبار والصغار عرضة للاكتئاب، وقد كان لنا العديد من المواضيع حول أعراض الاكتئاب وأسبابه وطرق العلاج، إلا أننا من خلال هذا الموضوع سوف نسلط الضوء علي الاكتئاب وأزمة منتصف العمر عند النساء.
ومن خلال بعض الدراسات وما يعرفه الكثير بأن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 إلى 60 من العمر يعانين من حالة من الاكتئاب بنسب عالية، وبصورة عامة فإن النساء في منتصف العمر هم الأكثر عرضة للاكتئاب النفسي، وبوجه عام فإن نسبة الاكتئاب لدى النساء يفوق الرجال في نفس المرحلة العمرية بأكثر من 5 %.
ومن خلال الدراسات فإن هناك ما يقارب 30 % من النساء الأمريكيات يعانين من نوبة من الاكتئاب الخطيرة على مدار حياتهن لنعلم إلى أي مدى ينتشر الاكتئاب بصورة مروعة بين النساء من مختلف المراحل العمرية.
من خلال الدراسات التي تمت حول العلاقو بين الاكتئاب وأزمة منتصف العمر والتي قد أشارت بأن الاكتئاب يصيب أزمة الأربعين من العمر لدى الرجال والنساء على حد سواء، إلا أنه يكون بمستويات مختلفة ومتفاوتة وتلك الأزمة تصيب الرجال ربما بسبب حدث شخصي قد عاشه من قبل، أما عن المرأة فقد تفكر في حدث سبق وشاهدته فقط أو من خلال موضوع ما في الحياة إلا أنها تشعر بحالة من الاكتئاب بسبب التأثير بتلك الأحداث فحسب.
جدول المحتويات
الاكتئاب وأزمة منتصف العمر بين الرجال والنساء
لا بد أن يتعرض كلا من الرجال والنساء إلى أزمة منتصف العمر وهي تلك المشاكل والاضطرابات النفسية التي تحدث في تلك المرحلة الحساسة من مراحل الحياة أو بصورة أخرى كونها من المراحل الانتقالية في الحياة تلك التي تبدأ في الأربعين إلى الخمسين من العمر في الرجال والنساء، وفي تلك الفترة يختلف منظور الشخص إلى تلك الأشياء والوقائع التي تحدث في حياته ومن هنا يختلف تعامل الشخص مع الأمور الحياتية بشكل عام.
في واقع الأمر قد تكون تلك المرحلة العمرية سبب في إعادة تكوين الشخص لشخصيته سواء كان ذكر أو أنثى، حيث يعيد ترتيب الأمور من جديد، وفي تلك المرحلة العمرية من أبرز علاماتها الوصول إلى حالة من الاكتئاب الشديد وحالة من العزلة والانطوائية بل من الممكن أن ينتقد المرء كل شيء حوله ويقوم باختلاق المشاكل بسبب تلك العصبية والتوتر الزائد في التعامل مع الأمر، وتحمل أزمة منتصف العمر لدى الرجال والنساء بشكل عام زيادة لوم الأشخاص أنفسهم بسبب القرارات التي يتخذونها في حياتهم والتي يعذبون أنفسهم بها بصورة كبيرة.
إحصائية ووقائع حول الاكتئاب وأزمة منتصف العمر
يمكن أن تصيب الأشخاص تلك الأزمة من خلال الأعراض التي أشرنا إليها سابقا في عمر الخامسة والثلاثين كحد أدنى، ومن خلال الدراسات والإحصائيات المختصة فإن متوسط عمر الرجل في حال إصابته بتلك الأزمة يكون 46 من العمر، وتستغرق تلك الأزمة ما بين 3 و 10 سنوات للرجال، إلا أنه من الممكن أن تصل إلى 5 سنوات من النساء غير أن هناك العديد من الفروق الفردية التي تتميز بها تلك المرحلة لدي كلا من الرجال والنساء معا.
موضوعات ذات صلة
الرهاب الاجتماعي وعلاقته بالاكتئاب
هل الاكتئاب مرض وراثي | 9 من أخطر أنواع الاكتئاب
ما سبب انتشار الاكتئاب في منتصف العمر
كما أشرنا بأن النساء أكثر عرضة للاكتئاب في مرحلة منتصف العمر بصورة أكبر من الرجال، لكن لماذا تنتشر الإصابة بالاكتئاب في منتصف العمر لدى النساء؟ ففي حقيقة الأمر يتفق العلماء والمختصون بأن العوامل البيولوجية من الأمور التي تلعب دور كبير في بداية الإصابة والعلاقة بين الاكتئاب وأزمة منتصف العمر لدى النساء خلال فترة ما قبل الأساس، والتي تحدث قبل بداية انقطاع الطمث حيث يمكن أن تتغير بشكل جذري مستويات الإستروجين لدى النساء في تلك المرحلة.
وهذا قطعا يؤدي إلى حدوث تغيرات تامة في الحالة المزاجية والتي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، بل إن خطر الاكتئاب يميل لدى النساء إلى الزيادة والوصول إلى القمة في أثناء انقطاع الطمث مما يثبت وجود العديد من الارتباطات بين المتغيرات البيوكيميائية في الجسم وبين حدوث الاضطراب المزاجي لدى المرأة ومن هنا نقول بأن العامل البيولوجي من أهم العوامل التي تؤدي إلى إصابة النساء بالاكتئاب في مرحلة منتصف العمر.
في واقع الأمر فإن الاعتماد علي التغيرات البيولوجية من أجل شرح وجود معدلات عالية من الاكتئاب في منتصف العمر لدى النساء ليس بالأمر الصحيح علي الإطلاق، لأنه يعاني بعض الرجال من اكتئاب منتصف العمر بمعدل أكبر يصل إلى 25 % أكبر من أي فئة عمرية أخرى، من هنا فإن ضعف منتصف العمر يتجاوز العوامل البيولوجية التي لها صلة بالجنس، فلم يقتصر الأمر علي النساء فحسب بل إن الرجال كالنساء في تلك المرحلة العمرية يصابوا بتلك الأمراض المزاجية من الاكتئاب وغيره.
من خلال الدراسات المسحية التي قد أجريت من أجل اكتشاف وبحث أسباب اكتئاب النساء في الأربعين من العمر، واكتشاف العديد من الأسباب الاجتماعية والثقافية والسيكولوجية والعاطفية للاكتئاب لدى النساء في متوسط العمر، وقد وجدت تلك الدراسات أن التاريخ الشخصي والعائلي يلعب دور كبير في الإصابة الاكتئاب ونشأة المرض.
بالإضافة إلى استمراره بغض النظر عن العمر أو الجنس، ومع هذا الأمر فإن معدلات الاكتئاب السريع لدى النساء في منتصف العمر يتطلب وجود تفسير أكثر وضوحا، وفيما يلي تفسير بعض العلماء إلى أسباب الاكتئاب لدى النساء في منتصف العمر، بالإضافة إلى آراء الأطباء النفسيين ومرضى الاكتئاب أنفسهم:–
زيادة في ظهور المشاكل الصحية الخطيرة في منتصف العمر مثل السرطان والسكري والتهاب المفاصل والسكتات الدماغية والنوبات القلبية وغيرها من الأمراض التي تظهر في تلك المرحلة العمرية مما يكون من أكبر الأسباب التي تصيب النساء بالاكتئاب في منتصف العمر.
– تحديات الحياة الصعبة والتقلبات فهناك 51 % من الأشخاص المراهقين ينشئون في الأسر ذات العائل الواحد ومعظم الأشخاص يعيشون مع أمهاتهم.
– البطالة المفاجئة مع التوقعات المشكوك فيها لأجل إيجاد وظيفة جديدة فضلا عن المضاعفات المالية التي يمكن أن تتبعها من العوامل الكبرى في إصابة الأشخاص بالاكتئاب.
– الوحدة التي يعيش فيها الأشخاص عقب الانفصال أو حدوث حالات طلاق من أكبر أسباب الإصابة بالاكتئاب لدى النساء في وأزمة الأربعين من العمر.
– الهرم وكبر السن مع عدم وجود الرعاية اللازمة وهي عامل من عوامل الاكتئاب في تلك المرحلة العمرية.
– تجارب الماضي مع الاكتئاب وفي غالب الأمر تتعلق فترة الولادة بهذا الأمر.
كيفية التعامل مع مرحلة منتصف العمر بنجاح
علينا أن نحسن التعامل مع تلك المرحلة بشكل خاص، ومن الممكن التغلب علي مصاعب تلك المرحلة من خلال التعاطف مع الشخص الذي يمر بها والعمل على تقديم كافة سبل الراحة والسعادة الممكنة، كما أن النساء والرجال الذين يعيشون في حياة زوجية مشبعة بالحب والاهتمام والعلاقة الدافئة المريحة والتي من الممكن التي من خلالها يمكننا تجاوز أزمة منتصف العمر بنجاح أو على الأقل بأقل ضرر ممكن من أجل العبور بهم إلى المستقبل من خلال علاقات أكثر قوة وتفاهم وأمان.
وعلينا أن نعي بأن الاكتئاب في منتصف العمر قد يكون سبب في مضاعفة الأمور بشكل أكبر ولذا فعلينا السعي في طريق علاج الاكتئاب بشكل أسرع من خلال المختصين إن لم نستطيع التعامل مع تلك المرحلة من خلال الأشخاص المقربين والتعامل مع أزمة منتصف العمر بسلام.