الانحراف السلوكي عند الشباب من أبرز المشكلات التي تواجه المجتمع في العصر الحالي، والمقصود بالانحراف السلوكي هو الخلل في سلوكيات الشخص، حيث يصدر عنه ببعض ردود الفعل الغير طبيعية، والتي أحياناً تكون منافية لعادات وتقاليد المجتمع، والانحراف السلوكي ليس من الأمور وليدة الصدفة بل يحدث الخلل السلوكي نتيجة تراكمات ومواقف متتالية يتعرض لها الشخص، وأيضاً الانفتاح على الثقافات الأخرى بطريقة غير منضبطة يكون سبب في الانحراف السلوكي عند الشباب، ولأن الشباب هم قادة المجتمع في المستقبل يعد علاج هذه المشكلة من الأمور الهامة التي يجب أن تحرص عليه المجتمع، ومن ضمن طرق العلاج الخضوع إلى التأهيل النفسي، وهذا ما يقدمه مركز ميديكال للطب النفسي، والذي يعد من أهم المراكز الطبية في مجال التأهيل النفسي .

الانحراف السلوكي عند الشباب

الانحراف السلوكي عند الشباب تم تعريفه من قبل أطباء علم النفس بمصطلح الميل أو الخروج عن المعتاد، حيث قام عالم الاجتماع الأستاذ كوهين بوصف الانحراف السلوكي عند الشباب بأنه عبارة عن إصدار سلوك معاكس عن السلوك المتوافق مع بيئة الشخص أو العادات والنسق الاجتماعية .

والشباب يعتبرون هم الأعمدة الرئيسية التي تنهض بمستقبل المجتمع وتحقق ازدهاره، ولذلك يعد الانحراف السلوكي عند الشباب بمثابة وباء شرس يقضي على المجتمع، ويحد من تقدمه مما يجعله فريسة سهلة لباقي المجتمعات .

كما أن الانحراف السلوكي عند الشباب يكون هو البوابة لكثرة الجرائم مثل السرقة أو الاغتصاب أو القتل أو التحرش وغيرها، وبالإضافة إلى ذلك يصبح الشباب مدمنين على الكحول والمواد المخدرة التي تذهب العقل وتفقد القدرة على التركيز أو التفكير بطريقة سوية، ولذلك نجد أن جميع المجتمعات تسعى إلى تصليح سلوكيات الشباب والقضاء على الانحراف السلوكي، حيث تفرض العقوبات على من يرتكب الجرائم للحد من انتشارها، وتقدم الكثير من حملات التوعية للشباب .

وهنا يأتي دور مراكز التأهيل النفسي من أشهرها مركز ميديكال للطب النفسي، حيث يقدم كافة الرعاية والاحتياجات التي تساهم في تعديل السلوكيات المنحرفة للشباب .

أسباب الانحراف السلوكي عند الشباب

كل مجتمع يفرض مجموعة من العادات والتقاليد التي تميزه عن غيره من المجتمعات الأخرى والتي تنطبق عليها ثقافة المجتمع، ولكن انحراف الشباب عن معايير هذه الثقافة يكون سبب في انهيار المجتمع، والانحراف السلوكي عند الشباب يكون ردة فعل لأسباب متعددة كالتالي :

1_ الفقر

العدو الأول لأي مجتمع هو الفقر وتدني المستوى الاجتماعي، حيث نجد أن أباء الأسر الفقيرة يقفون عاجزين أمام توفير المتطلبات الأساسية لأبنائها من المسكن والطعام والعلاج والتعليم، وهذا ما يترتب عليه الشعور بالحرمان .

ولذلك نجد هؤلاء الأطفال يسلكون الطرق الغير قانونية للحصول على المال مثل السرقة أو القتل أو الإتجار في الممنوعات وغيرها، كما أن الحرمان من الأمور التي تؤثر على نفسية الطفل بشكل كبير مما يدفعه إلى التمرد، وكسر عادات وتقاليد المجتمع للتغلب على هذا الشعور وهو ما يعرف بـ الانحراف السلوكي عند الشباب .

2_ البيئة المحيطة

البيئة المحيطة تعد أهم عامل في بناء سلوك وشخصية الطفل لأنه يكتسب منها الايجابيات والسلبيات، ولذلك نجد أن الطفل الذي تربى في بيئة تتفشى بها السلوكيات المنحرفة مثل السرقة أو إدمان المخدرات يصبح الطفل غير سوي ويرتكب كافة الجرائم التي ترتكب من حوله .

ولذلك دائماً ما يكون الطفل انعكاس للبيئة التي نشأ فيها، وأكد الله سبحانه وتعالى على تأثير البيئة في تكوين سلوكيات الشخص في قوله (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا) .

3_ الأصدقاء

الأصدقاء من ضمن أسباب الانحراف السلوكي عند الشباب لأن طبيعة الشخص تتمحور حول اكتساب الصفات أو السلوكيات من الأشخاص المحيطين، ولذا نجد أن رفقة السوء تكون سبب في ضياع الكثير من الشباب، وكثيراً ما نجد شاب يتمتع بسلوكيات معتدلة قد انحرف عن الطريق الصحيح بسبب رفقته لأصدقاء غير صالحين، حيث يشجعونه على ارتكاب الجرائم مثل القتل أو الاغتصاب أو تعاطي المخدرات وغيرها .

4_ تربية الأب والأم

الأهل هم المدرسة الأولى التي يتعلم ويتكسب منها الطفل المعرفة لتحديد الخطأ والصواب، ولذلك نجد أن الانحراف السلوكي عند الشباب يكثر بسبب التربية الخاطئة للأب والأم، فكثيراً من الآباء فاسدون يعلمون أبنائهم الكذب والاحتيال والسرقة وغيرها، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما مِنْ موْلودٍ إلَّا يولَد علَى الفِطْرَةِ، فأبواه يهوِّدَانِهِ أوْ ينَصِّرانِهِ، أوْ يمَجِّسانِهِ، كما تنْتَج البهيمة بهيمةً جمعاءَ، هلْ تحِسُونَ فيها مِنْ جَدْعاءَ)، ولذلك صلاح الأب والأم من الأمور الهامة التي تؤثر على الطفل وتجعله نافع لمجتمعه ولمن حوله .

5_ اليتم

أحد أبرز أسباب الانحراف السلوكي عند الشباب هو اليتم، حيث أن فقدان أحد الآباء أو كلاهما يكون سبب في غياب المدرسة الأولى للأبناء، وهو ما يتبعه شعور بفقدان الإحساس بالأمان، مما يجعلهم فريسة للاستغلال من قبل تجار المخدرات أو شبكات الإتجار بالبشر وغيرها .

كما أن بعض الشباب يعانون من الاكتئاب والرغبة في الانعزال عن المجتمع حزناً على فقدان الأهل، ولذلك نجدهم يكتسبون بعض السلوكيات العدوانية والمنحرفة مثل الاستمتاع بأذية الآخرين أو إدمان المخدرات رغبة في الهروب من الواقع .

6_ كثرة المال

الانحراف السلوكي عند الشباب يزداد بين أبناء الأسر الغنية التي تعطي أموال كثيرة لأبنائها، وذلك ما يدفعهم إلى تجربة بعض الأشياء الممنوعة مثل الممارسات الجنسية مقابل المال أو تعاطي الكحوليات والمخدرات .

7_ الحرية

عندماً تمنح الحرية الكاملة للشباب دون وضع بعض القيود أو حدود التي يتوقفون عندها يصبحون أشخاص غير مسؤولين، ومستهترين وغير مبالين بثقافة المجتمع أو القوانين التي تفرضها الدولة، ويكونوا أكثر رغبة في تجربة كل ما هو غير مألوف من الثقافات الأخرى مثل تجربة أنواع من العقاقير المخدرة، أو تعاطي الكحوليات أثناء حضور الحفلات الغنائية .

علاج الانحراف السلوكي

في إطار حديثناً عن الانحراف السلوكي عند الشباب من الضروري الإشارة إلى طريقة العلاج، حيث يوجد طرق مختلفة لتقويم سلوكيات الشباب المنحرفة، والتي غالباً ما تعتمد على علاج سبب اكتساب السلوك المنحرف، ومن أبرز طرق العلاج التالي :

  • محاولة الأهل في مشاركة أطفالهم بعض الأنشطة أو العادات اليومية وقضاء بعض الوقت للتحدث معهم عن الصواب والخطأ .
  • اللجوء إلى طبيب نفسي مختص يساعد الطفل على معرفة الطريقة الصحيحة للتحكم في السلوك، والتفكير بطريقة سليمة مثل مركز ميديكال للطب النفسي الذي يوفر نخبة من أفضل الأطباء النفسيين في مجال تأهيل وتقييم السلوك .
  • مساعدة الأبناء على اختيار أصدقاء صالحين وتجنب مخالطة أصدقاء السوء .
  • العمل على ملء وقت فراغ الطفل بأشياء نافعة مثل ممارسة الرياضة أو حضور دروس توعية .
  • عدم فرض حدود وقوانين صارمة على الطفل بل يجب منحه الحرية مع وضع بعض الضوابط الأخلاقية .
  • تشجيع الشباب على قراءة الكتب لأنها تساعد على زيادة الوعي وتطوير الفكر .
  • الابتعاد عن التدليل الزائد للطفل خلال المراحل الأولى من عمره ليصبح شخص مسؤول عن تصرفاته .

وفي نهاية موضوعنا عن الانحراف السلوكي عند الشباب يمكننا القول بأن مركز ميديكال للطب النفسي من أهم المراكز الطبية التي تقدم خدمة التأهيل النفسي، حيث استطاع مساعد الكثير من الشباب على التخلص من السلوكيات المنحرفة والعودة إلى الاندماج في المجتمع مرة أخرى من خلال أدوار فعالة وإيجابية .

موضوعات ذات صلة :

تجربتي مع إدمان الكوكايين

مراكز علاج الإدمان في الأردن

مصحات علاج الإدمان بحدائق الأهرام