إن الاطلاع على قصص المتعافين من وسواس الموت تعطي نفحات من الأمل والتفاؤل في نفوس المرضى وتؤكد لهم أن لكل داء دواء والشفاء من هذا المرض ليس مستحيلًا ولكن عند الأخذ بالأسباب والبحث عن علاجها بطريقة مهنية متخصصة.

لذا سيحمل هذا الموضوع في طياته بعض قصص المتعافين من وسواس الموت، حيث سنتحدث عن تجاربهم في مواجهة هذا الخوف وكيف تغلبوا عليه، كما سنسلط الضوء على بعض الأساليب التي استخدموها للتغلب على هذا الشعور المزعج، كالعلاجات النفسية والأدوية، إذًا، دعونا نستكشف هذه القصص الملهمة ونتعرف على كيفية التغلب على وسواس الموت.

 أبرز قصص المتعافين من وسواس الموت

تعتبر حالات وسواس الموت، واحدة من أشهر اضطرابات القلق على مستوى العالم، والتي تصيب الكثير من الأشخاص، وعلى الرغم من أنها من الاضطرابات النفسية المُزمنة وتتميز بمخاوف وشكوك مفرطة من الموت، ويكون هناك تركيز كبير على الأمور المتعلقة بالصحة والمرض، إلا أن قصص المتعافين من وسواس الموت تُشير إلى أنه قابل للعلاج ويمكن التحكم في أعراضه. 

وفيما يلي نستعرض بعض القصص الواقعية لبعض المرضى الذين خاضوا مع تجربة أفكار وهواجس وسواس الموت، وصولًا إلى مرحلة التعافي والتخلص من أفكارهم ومخاوفهم. 

القصة الأولى  بعنوان ” تجربتي مع وسواس الموت والاحلام ” 

يروي (ر. أ) 40 عامًا قصته مع اضطراب الوسواس القهري من الموت وهي من أكثر قصص المتعافين من وسواس الموت انتشارًا. 

قائلًا: مُنذ الصِغر وأنا أعاني من وساوس وهواجس الإصابة بالجراثيم، فمثلًا كنت أرفض الشُرب في أكواب معينة في المنزل، وكذلك أيضًا أرفض التواجد في المنتزهات الترفيهية خوفًا من الإصابة بالجراثيم. 

وقضيت عدة سنوات مؤلمة من تلك الأفكار السيئة التي أثرت على علاقتي مع من حولي، فكنت دائما أفضل الانعزال عن الآخرين، فلم أشعر بأنني أعيش حياة طبيعية مثل الآخرين. 

ولكن ساءت الأوضاع للغاية مع التقدم في السن، حيث بدأت أعاني من وسواس الموت، فكنت دائمًا أشعر بحالة من الخوف والتوتر بشأن ما سيحدث لي بعد الموت، وأقضي أغلب الأوقات خلال اليوم في التفكير في الموت. 

وقد تجلى هذا الاضطراب في الكثير من أفعالي، حيث كنت شديد الحفاظ على نظامي الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، وكنت اتجنب الأماكن العامة التي قد تكون موبوءة بالأمراض.

ومع ذلك، كنت أشعر بصعوبة في النوم وأنا أفكر في الموت بشكل مستمر، حتى كانت أحلامي كلها مزعجة عن الموت والموتى والجنائز، مما كنت أستيقظ على نوبات من الهلع والخوف والتوتر، وخفقان القلب والتعرق الشديد. 

 وسيطرت تلك المخاوف على حياتي اليومية والعملية تمامًا، ولكن بدأت بالبحث عبر الإنترنت عن كيف أتخلص من وسواس الموت عند النوم؟ ومن خلال اطلاعي على العديد من قصص المتعافين من وسواس الموت توصلت إلى أن مستشفى ميديكال لعلاج الإدمان والطب النفسي تحصد مزيدًا من التجارب الناجحة في علاج جميع الاضطرابات النفسية، ومع تنفيذ خطوات البروتوكول العلاجي المناسبة لحالتي، كنت أشعر بتحسن حالتي النفسية بشكل كبير، واستطعت التغلب على الشعور بالوسواس وهواجس الموت وعلى الرغم من أنني لا أزال أشعر بقليل من القلق، ولكن أتمكن من السيطرة على حياتي بشكل جيد. 

 

القصة الثانية بعنوان ” معاناتي مع وسواس الموت ” 

استكمالًا لسرد أبرز قصص المتعافين من وسواس الموت، حيث يقول (ع، م) وهو شاب في العشرينات من عمره: كنت أعاني من وسواس الموت وأفكر في الموت باستمرار، ولا أستطيع التوقف عن تصور وفاتي في أي لحظة، وكثيرًا ما كنت أبحث عن الأمراض التي تسبب الموت على الإنترنت وأشعر بالتوتر الشديد إذا لم أتمكن من العثور على معلومات كافية حول أعراض المرض الذي أشعر بالخوف منه.

وقد أثر ذلك على علاقتي بالآخرين، حيث أنهم كانوا يشعرون بالإحباط والحزن بسبب عدم قدرتهم على مساعدتهم لي، ولكن بفضل انتباه أسرتي والتدخل الصحي السليم، وجدت المساعدة الطبية المهنية المتخصصة والضرورية التي كنت بحاجة لها. 

وقد تم شفائي من وسواس الموت، وتمكنت من إحداث تغيير إيجابي في حياتي والاستمتاع بالأشياء التي أحبها، دون التفكير والقلق مرة أخرى من المرض والموت.  

القصة الثالثة بعنوان ” شفيت من وسواس الموت بالاستغفار ” 

واحدة من أبرز قصص المتعافين من وسواس الموت والتي بعنوان شفيت من وسواس الموت بالاستغفار، تسرد تجربتها قائله: 

لقد عانيت من أعراض وسواس الموت منذ فترة طويلة، حيث كانت تُسيطر على مشاعر الخوف والقلق ولا أستطيع التوقف عن التفكير السلبي في الخوف من موت أمي وتتركني أعيش وحيدة، حيث كنت في صراع دائماً مع الأفكار السلبية والخوف من فقدانها طوال الوقت حتى في أحلامي، وكنت أشعر بالخوف أن تموت وأنا نائمة، لذا كنت أحاول الاستيقاظ لفترات طويلة من اليوم. 

فكنت أعتقد بأنها مشاعر طبيعية نابعة من حبي الشديد لها وخوفي عليها، ولكن علمت أن هذا الأمر مبالغ فيه وما أشعر به هي أعراض وسواس قهري من الموت. 

ومن هنا بدأت رحلتي في البحث عن كيف أتجاهل وسواس الموت ؟ ومن خلال قراءة قصص المتعافين من وسواس الموت إسلام ويب، كانت هناك إحدى القصص تروي فاعلية الاستغفار في التخلص من تلك الهواجس الفكرية عن الموت. 

ومن هنا بدأت في تطبيقها حيث كنت مداومة على ذكر الله والزم قولا أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، وذلك عندما تراودني مشاعر الخوف والقلق على أمي، وحددت ورد يومي من الاستغفار 100 مرة، بعد كل صلاة وفي الصباح والمساء قبل النوم. 

فقد كنت أشعر بمزيد من الهدوء والاسترخاء ولكن لم أتخلص من تلك الأفكار السيئة والوساوس تمامًا، ولكن بفضل برامج الدعم النفسي التي خضعت لها بجانب الاستغفار، تخلصت من أعراض وسواس الموت وأصبحت حياتي اليومية مستقرة تمامًا.

موضوع ذات صلة: تجربتي مع الوسواس القهري

متى ينتهي وسواس الموت؟

ينتهي وسواس الموت عندما تُدار الأفكار المهووسة حول الموت بطريقة مهنية طبية قائمة على البحث والتطوير والدقة في اختيار برامج العلاج النفسي والسلوكي والأدوية، فكن على علم بأن وسواس الموت يذهب ويعود، لذا يتطلب بروتوكولا علاجيا متكاملا حتى يتعافى المريض نهائيا. 

وهذا ما تم استنتاجه من قصص المتعافين من وسواس الموت، ومن خلال الفقرة القادمة سنتحدث عن كيفية إدارة أفكار الوسواس القهري والتفكير في الموت. 

تعرف على طُرق علاج أفكار وسواس الموت مهنيًا 

 فيما يلي قائمة بأبرز الطُرق  التي يخضع لها مريض وسواس الموت:

العلاج السلوكي المعرفي وإعادة التأهيل النفسي 

  • منع الاستجابة للتعرض وهو أحد برامج العلاج السلوكي التي تعتمد على اكتشاف المحفزات والأفعال والمثيرات التي تؤدي إلى الوساوس القهرية عن الموت، ومن ثم تعرض المريض لها. 
  • يُعدل الإخصائي معتقداتك الخاطئة بالأفكار والمعتقدات الإيجابية، والتي تساعدك فيما بعد بعدم الانخراط في الأفكار الهواجس المتعلقة بالموت حال التعرض للمحفزات. 

قد يهمك الاطلاع على مزيد من المعلومات حول: العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري

 

العلاج بالأدوية

قد يصف الطبيب المتخصص بعض الأدوية المضادة للاكتئاب استنادًا إلى حالة المريض وعمرة، والتي غالبًا ما تكون مُثبطات امتصاص السيروتونين الانتقالية مثلا:

  • باروكستين. 
  • فلوكسيتين. 
  • سيرترالين. 
  • فلوفوكسامين.

 

  إستراتيجيات المساعدة الذاتية 

 بالإضافة إلى ذلك قد يتطلب الأمر تطبيق إستراتيجيات المساعدة الذاتية للتعامل مع الأفكار المهووسة عن الموت بشكل صحيح، والتي أثبتت تأثيرها وفاعليتها في جميع قصص المتعافين من وسواس الموت، فقد يساعد اتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة التمارين الرياضية، ودعم الأقران على إدارة الوسواس القهري والتفكير في الموت في المنزل. 

ومن هنا ينبغي على مرضى وسواس الموت التيقن بإمكانهم التغلب على الحالة بالتدخل العلاجي المناسب والدعم النفسي، وعليهم أن يتحدوا هذه الحالة وأن يستمروا في البحث عن العلاج الذي يناسبهم، لأن حياتهم تستحق ذلك. 

 

تعرف على أشهر قصص المتعافين من وسواس المرض 

بينما نتحدث عن أبرز قصص المتعافين من وسواس الموت، نذكر بأن أشهر قصص المتعافين من وسواس المرض تدور قصتهم حول المعاناة من الشك والخوف المبالغ فيه من الإصابة بالمرض، والبحث المستمر عن الأعراض وفي حالة الشك بأن أحد الأعراض تظهر عليهم تُصيبهم حالة من الهلع والذعر، ويذهبون لعمل الفحوصات المكثفة وقد لا يتطلب الأمر كل هذه الفحوصات، كما يتجنبون التعامل مع الآخرين اعتقادًا منهم أنهم سوف يُصابون بالعدوى من الأمراض المعدية

وسواس المرض أيضًا نوع من أنواع الوسواس القهري، حيث يصاب المريض بخلل واضح في التفكير ما يؤدي إلى التعامل مع الأعراض والمخاوف بطريقة غير طبيعية استجابة للأفكار القهرية التي تراوده، وربما تؤدي طريقة تعامل المريض مع تلك الأفكار إلى أضرار صحية خطيرة، فربما يتناول العديد من الأدوية خوفًا من المرض، وهذا يُضعف الجهاز المناعي له ويعرضه للإصابة بالأمراض المعدية باستمرار دون مقاومة من الجسم. 

والعلاج السلوكي والتأهيل النفسي والأدوية هو العلاج الفعال الذي أثبتت فعاليته مع تلك الحالات، تمامًا مثل ما حدث في قصص المتعافين من وسواس الموت

هل وسواس الموت ابتلاء من الله؟ 

نعم، وسواس الموت من الأمراض التي يتعرض لها العديد من الأشخاص في حياتهم، ويُصاب به الشخص بإرادة الله مثل أي مرض آخر وله في ذلك حكم بالغة، فربما يكون من تلك الحكم أن يبتلي العبد ويُعلمه الصبر والجد والأخذ بالأسباب ومراجعة الشخص نفسه في سلوكياته وتصرفاته التي تصدر منه.

فربما يكون هذا الابتلاء عقوبة على ذنب ارتكبه الشخص، وما عليه أن يلزم الاستغفار ويتوب إليه من ذنوبه، والبحث عن قصص المتعافين من وسواس الموت، ومراجعة الأطباء النفسيين لتلقي البرامج العلاجية للتحكم في الأعراض.

هل هناك دعاء يبعد وسواس الموت؟ 

نعم، الدعاء والتضرع إلى الله يزيل أي قرب وابتلاء يتعرض له العبد، لذا بعد الاطلاع على قصص المتعافين من وسواس الموت، سنذكر بعضا من الأدعية التي يتوسل بها العبد إلى ربه يطلب منه الشفاء من هذا الابتلاء:

  • ربي رجوتك أن تشفني من وسواس الموت وتبعد عني العين والحسد ربي أنا عند حسن ظني بك فأجب دعائي برحمتك يا أرحم الراحمين.
  • اللهمّ إنّي عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي.

خلاصة الموضوع

في النهاية، فإن قصص المتعافين من وسواس الموت تعطي الأمل والإلهام للآخرين الذين يعانون من هذا الاضطراب، إذ يمكن لهؤلاء المرضى أن يروا في هذه القصص مثالًا حيًا على أنه بإمكانهم التغلب على وسواس الموت والعودة إلى حياتهم بشكل طبيعي.

 كما أن هذه القصص تؤكد على أهمية الدعم العائلي والطبي في مساعدة المرضى في التغلب على هذا الاضطراب، لذلك، فإن تحديد وتشخيص وسواس الموت في مرحلة مبكرة، والحصول على الدعم اللازم، يمكن أن يساعد على تجنب التأثيرات السلبية التي قد تؤثر على سير حياة المريض بشكل طبيعي.

مصدر 1

مصدر2

مصدر3 

مصدر 4