لقد اختلف الآراء وتعددت الدراسات حول كون الإدمان مرض نفسي أم عضوي، ويقال بأن الإدمان أصل كل شر في النفس البشرية وطريق كل إنسان ضال، وهناك العديد من الأسباب الدافعة إلى الإدمان سواء الإدمان السلوكي أو الإدمان المادي علي المخدرات، ولكن لا زال التساؤل المنطرح بقوة هل الإدمان مرض نفسي أم عضوي، وهذا التساؤل بشكل عام والذي يجرنا إلى تساؤل آخر أنه هل لو أدمنت مرة هل سأظل مدمن طيلة عمري؟

فهل يعد الإدمان مرض نفسي أو عضوي؟ وهل يمكن العلاج من الإدمان نهائيا ومن هنا سوف نتعرف علي العديد من المحاور المهمة التي تتعلق بموضوعنا حول مرض الإدمان، وهل المدمن مريض أم مجرم وسمات هذا المرض المزمن وهلم جرا من التساؤلات التي سوف نجيب عنها من خلال طيات الموضوع.

مرض الإدمان مرض ليس وصمة عار

بداية قبل أن نتطرق إلى محور وصلب الموضوع حول أن الإدمان مرض نفسي أم عضوي، فإن علينا أن نعترف بأن الإدمان من أكبر المشكلات التي تنتشر بصورة مروعة في المجتمع والتي تنتشر بشكل كبير حول العالم إن لم تكن مشكلة الإدمان على المخدرات هي الأخطر على الشعوب والمجتمعات على الإطلاق.

ولا شك في أن علاج الإدمان من أكبر الأهداف التي لدى العديد من الشعوب والتي قد غرقت بتلك السموم من أنواع المخدرات الفتاكة، ومع تعدد أشكال وصور وأنواع الإدمان فإنه من الصعوبة الكبيرة التخلص منه، بالإضافة إلى المشكلة الأكبر التي يتسبب فيها مرض الإدمان من المشاكل النفسية والجسدية الخطيرة التي تصيب متعاطي ومدمني المخدرات.

ومع كونه مرض مزمن إلا أنه يمكن التعافي منه وهي من أشهر سمات الإدمان حيث الإرادة القوية لدي المدمن والتي تجعله قادر على التوقف عن الإدمان أن كانت لديه نية صادقة في الإقلاع عن المخدرات ولا شك أن تلك الرغبة والإرادة تزداد في حال وجود الدوافع الأسرية مع المعاناة التي يعيشها المدمن ومن حوله.

وفي ظل اختيار أفضل مركز لعلاج الإدمان يضم الخبراء والمختصين لأجل العبور بالمرضى من طريق الظلام إلى عالم النور وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ومن هنا فإننا في مستشفى الطب النفسي وعلاج الإدمان لدينا أحدث طرق علاج الإدمان من خلال مجتمع علاجي متكامل وبيئة علاجية تساعد علي التعافي مع الخبراء والمختصين

هل الإدمان مرض نفسي أم عضوي

لقد اختلفت آراء الأطباء والمختصين حول مرض الإدمان هل نفسي أم عضوي فإن البعض يري بأن الإدمان من الأمراض الدماغية حيث إنه يؤدي إلى حدوث خلل في الدوائر الأساسية في المخ، إلا أن هناك فريق من المختصين يرون بأن الإدمان ليس مرضا ولكنه اضطراب حيث إنه يؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية، وليس له مفهوم واضح إلى الآن، غير أن ما هو معروف عن الإدمان أنه يناسب مفهوم الاضطراب فإن كان اضطراب سلوكي أو عقلي أو نفسي طالما كانت الرغبة في التعاطي لدي الشخص المدمن موجودة والتي تؤدي إلى حدوث تغيرات في شخصية الإنسان المدمن، ومن الممكن للشخص المدمن أن يتوقف عن تعاطي المخدرات أن كانت لديه الرغبة القوية في هذا.

والرغبة تكون بسبب الإحساس بالمعاناة أن كانت هناك المعاناة الصحية أو النفسية فقد انقسمت الآراء حول ما إن كان الإدمان من الأمراض النفسية أو العضوية، حيث تؤيد الجمعية الأمريكية لطب الإدمان بأن الإدمان من الأمراض العضوية التي تؤثر علي الدماغ وتلك الجمعية الأمريكية لطب الإدمان بها أكبر مجموعة من المهنيين من الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان، والتي قد عرفت الإدمان بأنه مرض دماغي يؤثر علي دوائر المخ العصبية المسؤولة عن مشاعر المكأفاة وعمليات التحفيز.

ولكن يبق التساؤل قائما هل الإدمان مرض نفسي أم عضوي؟

حيث إن التعريف السارق لا يفسر البعد الاختياري أو الإرادي للشخص المدمن حيث إن المصطلح مرتبط بأمراض الدماغ ويكون تعريفا لعدم السيطرة علي السلوك وهذا الأمر يخالف الواقع، فإن أي شخص حر في تصرفاته ويستطيع التحكم في التصرفات التي يقوم بها، وكما أن أي شخص له إرادة وان كانت الإرادة ضعيفة إلا أنه قادر علي التحكم في القرارات التي يقوم بها.

بالإضافة إلى أن رأي الجمعية الأمريكية للإدمان لا يؤكد بأن الأشخاص الذين يقومون بتناول المخدرات لعدة أسباب حيث إن منها العوامل النفسية التي تثير الرغبة علي الإدمان فمن بين تلك العوامل الظروف المجتمعية والبيئة المحيطة بالمدمن.

في عام 1970 حضر الأطباء العسكريون في فيتنام نسبة ما يقرب من نصف الأشخاص المجندين قد قاموا بتجربة تعاطي الأفيون والهيروين وان هناك نسبة 10 % إلى 25 % قد كانوا مدمنين علي المخدرات، إلا أن الجنود بالفعل قد خضعوا للعلاج وعادوا إلى المنازل حيث قد توقف بالفعل معظمهم عن التعاطي حيث قد غيروا البيئة التي قد تسببت وأجبرتهم علي تعاطي المخدرات أن جاز التعبير، حيث إن المنازل تلك البيئة الجديدة قد كانت حافز لهم.

كما أن من بين تفسيرات الأطباء بأن مشتقات المواد الافيونية مثل الهيروين والأنواع المختلفة من المخدرات والتي كانت المساعد لهم من أجل تحمل نوبات الملل أو الخوف في الحرب، إلا أنهم في أوطانهم فقد شغلتهم الحياة المدنية بالإضافة إلى ما صاحب ذلك من سوء السمعة التي تصاحب الشخص المدمن وارتفاع أسعار الهيروين والخوف من النتيجة التي سوف يصل إليها من العقوبات القانونية الرادعة وهي السجن المحتم بسبب تعاطي المواد المحظورة، بالإضافة إلى أنه من العوامل التي تؤثر علي الشخص المتعاطي في التوقف عن المخدرات وهذا راجع إلى أن للمدمن إرادة يمكنه التحكم بها في الأفعال التي يقوم بها.

الإدمان مرض نفسي أم عضوي؟

مما يؤكد الرأي الذي يقول بأن الإدمان ليس من الأمراض العقلية فإن باقي الجنود التي قد أشرنا إليهم في موضوعنا قد حصرت نسبتهم 5 % قد وقعوا في فخ الانتكاس في مدة لم تزد علي 10 أشهر بعد العودة، إلا أن هناك نسبة قد حصرت 12 % قد انتكسوا في مدة 3 سنوات، ولا شك أن تلك النسب تشير بأن الإدمان يمكن التعافي منه وأنه من الأمراض المزمنة لكنه يمكن التعافي منه.

موضوعات ذات صلة

ما العلاقة بين حبوب الكبتاجون والهلوسة؟

لماذا ينتكس المدمن وكيف تحدث الانتكاسة

كيفية العلاج من الإدمان؟

يحتاج الشخص المدمن إلى علاج الأجزاء الدماغية والعوامل النفسية من أجل التخلص من الإدمان، ويتطلب هذا الأمر اللجوء إلى المختصين في المراكز العلاجية لأجل العمل بداية علي سحب السموم من الجسم كمرحلة أولى إذ قد تسببت المخدرات في حدوث المزيد والمزيد من الأضرار الجسدية فضلا عن الأضرار النفسية التي قد تسببت فيها تلك السموم من المخدرات

أما عن المرحلة الأخرى من مراحل علاج الإدمان فإنها تتمثل في العلاجات النفسية والسلوكية للتعرف علي سبب الإدمان وسمات مرض الإدمان ولأجل العمل علي تعديل الأفكار السلبية وتصحيح السلوكيات الإدمانية لدي الشخص المدمن والعمل علي إنقاذه من طريق الإدمان وإعادته لأجل ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد الرجوع إلى حالة من الاستقرار النفسي والسلوكي، وعلينا أن نعلم بان المكان الأنسب للتعافي والعلاج من الإدمان من خلال مصحات علاج الإدمان والمراكز العلاجية المختصة.