لا شك أن التعرف علي كيفية التعامل مع الابن المدمن من أهم المواضيع التي نتطرق إليها خاصة في مثل تلك الأيام والتي قد وقع فيها الملايين من الأشخاص في فخ وعبودية المخدرات، فكم من الشباب والمراهقين قد وقعوا في ظلام وشراك وعبودية المخدرات.

ووقوع الابن في طريق المخدرات يجعل الأم تتلقى واحدة من أكبر الصدمات في حياتها حينما تعلم بأن أحد أبنائها قد أصبح مدمنا وتتحول حياتها من الفرحة التي ترغب فيها بأن تري أبنائها بخير وصحة وعافية إلى حالة من الجحيم والسواد خاصة وإن كان علاج الإدمان سهلا ولكن في حال اكتشاف الأمر في مراحل الاكتشاف المبكرة.

هناك بعض علامات الإدمان التي تظهر علي الأشخاص المدمنين والتي تأكد بأنهم قد وقعوا في طريق الإدمان وقد تعاطوا سموم المخدرات والتي يجب التعرف عليها والتي تحتاج إلى نوع معين من التعامل، وهذا ما سوف نتعرف عليه من خلال كيفية التعامل مع الابن المدمن.

ومن خلال السطور التالية سوف نسلط الضوء معكم حول كيفية التعامل مع الابن المدمن هذا الموضوع الهام والتعرف علي العلامات والأعراض التي تشير إلى وقوع الابن في طريق الإدمان والتي تنذر بأنه بالفعل قد بدأ تناول المخدرات بالإضافة إلى التعرف على كيفية التعامل مع مدمن المخدرات في حال التأكد من إدمانه.

ما هي علامات الإدمان عند المراهقين ؟

هناك العديد من العلامات التي تظهر علي الأبناء والتي تشير إلى وقوعهم في طريق الإدمان والتي تعرف بعلامات وأعراض الإدمان عند المراهقين وتتمثل فيما يلي:-

1- تأخر المستوي الدراسي، مع الانحدار في مستواه التعليمي وهي أولي العلامات التي تظهر على الابن المدمن وتأخره في التحصيل في المراحل الدراسية المختلفة، حيث يبدأ في الرسوب في الكثير من الامتحانات مع شكوى المدرسين المتكررة في السلوكيات وعدم الدراية بما يدور حوله بما يخص المنهج التعليمي.

وفي هذا الوقت يجب على الأم أن يساورها حالة من القلق وتسأل علي الابن والسبب وراء تأخر المستوي الدراسي والعامل الحقيقي وراء تأخر الدرجات وعدم المواظبة على المذاكرة خشية أن يكون هذا نتاج الوقوع في طريق الإدمان والتواصل مع رفقة السوء وترك الأمور الأساسية في الدراسة من الواجبات الدراسية.

2- الضعف الجسماني العام وحالة من الهزال، وهي ثاني علامات الإدمان عند المراهقين والتي يجب أن يلاحظها الوالدين بعدم رغبة الأبناء في تناول الأكل مما يجعل البدن نحيف ويصير الشخص هزيلا وغير قادر على ممارسة أي مجهود يذكر وتزيد من نحافته، ومن هنا يجب أن تنتبه الأم بشكل جيد إلى العادات التي يقوم بها الابن فيما يخص الغذاء وعدد الوجبات التي يتناولها طيلة اليوم في المنزل أو في خارج المنزل مع متابعته بصورة مستمرة وبشكل دوري.

3- رذاذ مستمر من الأنف والفم، حيث إن تناول الأشخاص المدمنين للمواد المخدرة من خلال الأنف وكذلك الفم يؤدي إلى خروج الرذاذ عن طريق أي منهما كما ينجم عن تعاطي المخدرات حدوث التهابات على مستوى اللسان وكذلك اللثة وشفاه الشخص المتعاطي لتلك السموم من المخدرات، كما يصاحب تناول الأشخاص المدمنين للمخدرات وجود تورم في الشفاه والتي تميل إلى السواد.

وهي من العلامات التي يجب على الوالدين الانتباه إليها وان وجدت الأم تلك العلامات تظهر علي ابنها فعليها أن تسأله عن الأسباب، وفي حال اعتراف الابن بتعاطي المخدرات فإن عليها الإسراع في طريق العلاج والتعافي لأجل انتشاله من طريق الإدمان في أسرع وقت والتوجه به إلى أقرب مستشفى أما أن أنكر فإن عليه متابعته من أجل التأكد من أن تلك العلامات لا علاقة لها بتناول تلمك السموم من أنواع المخدرات.

4- ظهور الهالات السوداء حول العينين، فدوما ما تلاحظ الأمهات وجود بعض الهالات السوداء حول العين للأبناء وربما تستنتج بأن هذا بسبب الأرق وقلة النوم أو بسبب المذاكرة والتفكير في بعض الأمور أو غيرها من الأسباب التي قد تتسبب في ظهور تلك الهالات السوداء حول العينين، إلا أن ناقوس الخطر يبدأ في الظهور حينما يتم ملاحظة ذلك علي الابن كونه من الممكن أن يكون ناجم عن هذا التغير في الشكل عن دخوله في دائرة الإدمان.

5- الإسراف بشراهة وطلب الأموال بصورة ملحوظة ففي حال قيام الابن بطلب الأموال بكثرة وبصورة أكبر من المعتاد وزائد عن الحد الطبيعي فإن هذا قد يدل علي أنه يقوم بشراء المخدرات خاصة أن سعر المخدرات باهظ الثمن، ويجب علي الأم التعرف علي الأموال التي يحصل عليها الابن وفيما ينفقها ويقوم بصرفها خوفا من أن يقوم بشراء المخدرات ويقع في المحظور ومن ثم الندم.

6- الانفعال الشديد في التعامل مع الأمور، فإن ملاحظة الابن في صورة انفعال بشكل زائد عن الحد وعدم وجود ثبات انفعالي في التعامل مع الأمور دون أي أسباب واضحة مع الابتعاد عن التعامل مع الأشخاص الآخرين مع الميل إلى العزلة والانطوائية بشكل مفاجئ فإن هذا من أكبر الأدلة التي تشير إلى وقوع الابن في حظيرة الإدمان على المخدرات.

ولا شك أن تلك السلوكيات الطارئة والتي قد ظهر على الابن بشكل مفاجئ تدل بشكل كبير على أن الطفل أو الابن المراهق قد وقع في فخ الإدمان وان دلت على شيء فإنها تدل على أن الطفل يعاني من دخول السموم إلى الجسد بصورة طبيعية وأصبحت شيء لا يمكنه الابتعاد عنه.

كما أن الجرعة التي يحصل عليها قد أصبحت لا تقوم بالدول المطلوب منها وأنه بحاجة إلى المزيد من الجرعات من المخدرات ويجب حينها تدخل الأم بشكل فوري من أجل إنقاذ الموقف قبل أن تتفاقم المشكلة, فعلينا السعي من خلال المختصين والتواصل مع مصحات و مستشفيات علاج الادمان حتي ننقذ الأبناء من فخ وعبودية المخدرات في أسرع وقت .

تعرف علي: 10 خطوات في كيفية تعامل الأسرة مع الابن المدمن

كيفية التعامل مع الابن المدمن ؟

أولا:- التقرب إلى الأبناء والعمل علي تدوين الملاحظات التي تظهر، وهي أولى المراحل التي يجب علي الوالدين وعلي الأم بشكل خاص التعامل بها مع الابن في حال تأكدهم من وقوعه في طريق الإدمان، وعلينا أن نتعامل معه بأنه شخص مريض فالإدمان مرض وعلينا أن ندرك تماما تلك الحقيقة حتى لا نتعامل مع الابن بأنه مجرم وأنه سلوك انحرافي.

مع التأكد بأن الإدمان ما هي إلا سموم تدخل في الجسم والنهاية الحتمية لأي شخص مدمن هي الموت لا محالة إن لم يتم إنقاذه وتخليصه من شباك وعبودية الإدمان من خلال المراكز والمصحات العلاجية المختصة فهي البيئة التي يعبر بها الأشخاص من عالم الظلام إلى طريق النور.

كما علي الوالدين اتباع الأساليب التي من خلالها يتم أقناه الابن بضرورة الابتعاد عن هذا الطريق وعدم التمادي في تناول المخدرات وعدم الاستماع إلى تعليمات الوالدين وضرورة الإقلاع عن تعاطي تلك المواد من المخدرات والتي تسبب في النهاية حقيقة واحدة وهي الموت والرحيل عن هذا الكون.

ثانيا:- التركيز على السلوكيات، وهي المرحلة الثانية في كيفية التعامل مع الابن المدمن، فيجب أن يقوم الوالدين بالتركيز على السلوكيات التي يقوم بها الابن وعدم الانجراف وراء التفاصيل التي قد يحدثها الابن من أجل الخروج من صلب الموضوع ولأجل الهروب من المواجهة مع الوالدين، إذ إن مدمن المخدرات في الأساس يتبع أسلوب المراوغة في الحديث بسبب الضغوطات التي تمثلها عليه تلك المخدرات والمطلوب من الوالدين عمل متابعة دقيقة لكل ما يخرج من الابن لمحاسبته عليه ولكن فيما بعد.

ثالثا:- من أهم الأمور التي يجب تسليط الضوء عليها في حال كيفية التعامل مع الابن المدمن هو التذكير بالقرب من الله والمواعظ الدينية، وهي ثالث المراحل التي يجب على الوالدين اتباعهما في تعاملهما مع الابن المدمن مع حثه على التقرب إلى الله وإقامة الصلوات الخمس في أوقاتها مع الدعاء فإن الله هو المنجي والمنقذ من الفتن، مع التوسل إلى الله بأن يخرجه من تلك الضائقة.

بالإضافة إلى أن صلة الرحم من أكثر الأمور التي تساعد على خروج الابن من حالة الوحدة التي يعيشها بسبب وقوعه في طريق الإدمان وتعمل علي تقويا العلاقات الاجتماعية، كما أن الاستماع إلى تلك الحالات التي قد أدمنت وكان نهايتها الموت عامل قوي على أبعاد الأبناء عن طريق المخدرات.

رابعا:- عدم إعطائه أي أموال وهو في مرحلة التعاطي، فيجب علي الوالدين القيام بقطع الأموال عن الابن خشية استغلال تلك الأموال في جلب المخدرات خاصة في حال القيام باتباع سياسة علاج الإدمان في المنزل، أما في حال العلاج في أحد مستشفيات ومراكز علاج الإدمان من خلال مستشفى الطب النفسي وعلاج الإدمان فإن الموضوع حينها سيكون أسهل كثيرا.

خامسا:- آخر المراحل في كيفية التعامل مع الابن المدمن والتي يجب أن يقوم بها الوالدين والتي يجب اتباعهما  الثقة الكاملة في الله أنه هو القادر على تخليصه من طريق الإدمان وان ابنهم -بإذن الله-  سوف يتعافى من الإدمان وسيعود إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي ن جديد وعليهم إيصال الابن تلك الثقة حتى تكون عامل قوي له في طريق الشفاء والتعافي من الإدمان.

كما أن قطع الصلة بينه وبين رفقة السوء من أكبر العوامل التي تساعد على الشفاء والتعافي من الإدمان، وهذا لا يمنع من الاستعانة بالمختصين طيلة رحلة العلاج والتعافي والاستماع إلى قصص أشخاص مدمنين تعافوا من الإدمان فهذه الأمور المهمة في طريق الشفاء من الإدمان.

وفي نهاية المطاف يجدر بنا الإشارة بأن الوالدين يجب ألا يتركوا الأبناء يتصرفون بما يحلو لهم وكما يشاءون بل عليهم تطبيق العقاب في حال قيامهم بالأفعال الخطأ من أجل تجنب وقوعهم في فخ وحظيرة الإدمان على المخدرات.

إقرأ أيضاً: أضرار المخدرات على الأسرة .. تعرف على أخطر 5 تأثيرات سلبية على أسرة المدمن